2009-12-21

قصتى مع اللغة العربية1.2


قصتى مع اللغة العربية1.2
استكمالا للمقال السابق

3- حقائق تتحدث عنها علوم اللغات و الأجناس – الأنثربولوجى –
أصبحت هناك حقيقة بحثية لا غبار عليها أن لغات بنى أدم إنبثقت من العربية – حتى أن أى كلمة إذا قلتها بأى لغة لن يتم معرفة منشأئها إلكترونيا إلا بإرجاعها للسان العربى ومنها تأتى الترجمة وهو مشروع عملاق قامت به أحدى الجامعات البريطانية الكبرى .
وأن اللغات فى طريقها إلى الإندثار , و وتيرتها سوف تزداد مع مستجدات العصر وستبقى العربية , مما دعى الحكومة اليابانية بحفظ مواثيقها وتاريخها باللغة العربية وإقدام بعض الدول الأوروبية سرا لعدم إحداث بلبلة أو هجوم خاصة من قبل الفكر اليمينى المتطرف .

وربما يتبادر للذهن وكيف تفجر ذلك الإحساس باللغة !!!
أقول فى وقت ليس ببعيد تعرضت لضغوط نفسية عميقة بسبب تردى الأوضاع فى مصر والعرب والمسلمين بشكل عام , وسادنى الإحباط من تغير أوضاعنا للأفضل فى المستقبل , وأنى لن أغير شىء خاصة مع كل الرسائل السلبية التى ترسل من حولك سواء كان بشرا أم جمادا , وكانت من عادتى أنى إذا ما تحامل على شىء , فأكتب ما يجول فى خواطرى وخلجاتى ثم أقوم بحرقه وأنام , وفى تلك المرة كتبت الكثير ولم أحرقه , وبعد 7 أيام على ما أتذكر وجدت الورق وقرأته , فرأيت أسلوبا أبهرنى أنا شخصيا ولم أصدق أنى من كتب هذا ويومها حمدت الله وصليت له , وقلت له ضاقت نفسى للحظات حتى تعلمنى بكنز لباقى حياتى والتى فى ذاتها أحد الوسائل المستقبلية للمساهمة فى تغيير الواقع فلك الحمد ولك الشكر .

ومن هنا تنطلق الحاجة الملحة بالإسترسال فى قراءة النحو والجماليات وروائع الأدب العربى , حتى يتم ثقل التوارد اللغوى للأفكار , وجعله مؤثرا بين تنقله الفعال بين الأسلوب العاطفى والأسلوب العقلى والمنطقى .

قصتى مع اللغة العربية 1.1


قصتى مع اللغة العربية 1.1

لن تصدقوا حين أقول أنى كنت لا أحب اللغة العربية بالكامل , بل كنت أكره دراسة اللغويات والجماليات والبلاغة , وكنت أقول مالى ومال تلك الأشياء التى لن تفيدنى , المفروض كل واحد يتعلم اللى نفسه فيه , أكيد كان هناك مبررات كثيرة لمثلك ذلك الشعور بدأ من عدم إدراك معنى التدين وصغر السن إلى الأسلوب الجاف فى تدريس تلك المادة الأهم بين كل المواد الدراسية بل وضعف إمكانيات القائمين عليها .
والآن أقول أنى أعشق اللغة العربية , بل أصبحت أتلذذ بتوارد الكلمات العربية الفصحى على أذنيا , بل أصبحت لا أمانع فى سماع شعر أو نص أدبى , بل يمكن القول بأن اللغة العربية لم أعد أجد لها بديل أو مكافأ بين اللغات الآخرى , وأصبحت غيورا على اللغة كمثل غيرتى على وطنى الغالى , بل أنا نادم على عدم تمكين نفسى من اللغة خاصة فى النحو والصرف إلا متأخرا , وعلى القراءة المتأخرة جدا للأدب إلا أنى موقن تماما أن الله سيبارك لى فيما تبقى من العمر لإيجادة اللغة إيجادة تامة .
وسيتصدر سؤال فى عقل القارىء وما الذى تغير !!!!
أجاوب بكل بساطة
1- الدين ثم الدين ثم الدين يليها أشياء أخرى عديدة
إن سماع القران وقراءته وتجويده لهو خير طريق وأسرعه لإيجادة اللغة دون عناء أو حتى دراسة للنحو , بل أرى أن كل من برعوا فى اللغة كانوا أغلبهم حافظين للقرأن الكريم أمثال محمود سامى البارودى وأحمد شوقى و أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب و هدى شعراوى والدكتور مصطفى محمود والدكتور طه حسين والأستاذ أنيس منصور و الدكتور محمد سليم العوا والإستاذ يوسف زيدان والدكتور محمد عمارة و الأسقف بيشوى وغيرهم وغيرهم الكثير والكثير .
بل ستجد شعور غريب و جميل عندما يتشارك أحد معك بالتحدث بالفصحى الغير متكلفة .
فماذا لو قلت لك أنها لغة أهل الجنة ماذا ستشعر .
2- تصادق العقل برؤية الحاضر بوجدان الماضى - المتمثل بالتاريخ حلوه ومره – بالنفس التى تأمل فى المستقبل .
حبى للقراءة فى العلوم العربية والحضارة الإسلامية أورثنى تعاطفا كبيرا مع تراثنا العظيم والهائل والمهدر حقه .
الفكر التاملى الذى كنت أمارسه والذى أوصلنى لإلى إدراك أن اللغة إذا ما إحسن إستخدام أدواتها تصبح قوة جبارة وستجتاح العالم , فاللغة العربية هى رابع أكبر لغات العالم من حيث عدد المتحدثين بها ومعترف بها فى كل أنحاء العالم كلغة أم إنبسقت منها كثير من اللغات الأخرى مثل العبرية والسواحلية والفارسية والأردية والهندية لغة أهل السيخ, وتأثرت بها كثير من لغات العالم خاصة الاتينية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية .

إنسان أودع داخل شاب الكثير 1.3



نعم إنه ذلك الرجل – دكتور مصطفى محمود - الذى مزج الأدب بالصحافة، والأدب بالسياسة، والصحافة بالفلسفة والمنطق، والسياسة بالدين، ومزج صنوف العلم بشكل باهر وفريد .
ذلك الرجل الذى نود أن نقول له أن أثرك باق وعامر , وخير ذكرى هى التى تحملها الأفئدة وتتناقلها الأجيال , هكذا دأب الذى يصنع التاريخ وليس الذى يجره التاريخ .
أكثر ما أسعدنا هذه الفترة والتى ظللنا نتابع كل خطوة تتخذ فى حق ذلك الرجل , فوجدنا أن الجينات المصرية تنطق وتسيطر , كما كان القدماء يبجلون صاحب العلم ويرفعوه فى مكانة تسمو أى مكانة أخرى .
ها نحن نرى أن 3 قنوات خاصة تعهدث بإذاعة كامل حلقاته التى زادت عن 400 , كما نرى تكاتف أكثر من 390 الف شاب على المنتديات و المدونات والمواقع الشعبية لإخراج تراثه , وإتاحته لكل متصفحى النت .
نرى القنوات الحكومية بعد النقد الشديد تركز على خبر وفاته , ودوره الهام فى صنع العقل المصرى الحديث وتستضيف أفراد عائلته , بل نرى عدة جرائد تخصص له صفحات كاملة ومنها جريدة المصرى اليوم و الشروق , والتى سوف تعرض له ما يزيد عن 20 حلقة عن الفقيد رحمة الله عليه .
ومن الملاحظ أن كتبه سجلت فى المبيعات رقما قياسيا لم يسجله ما تم بيعه طيلة حياة الفقيد , وسوف تتأكدون من سعار الجرى وراء إقتناص كتبه فى معرض الكتاب القاهرة الدولى القادم إن شاء الله والتى وافتنى إحدى دور النشر أنها من سلسلة الكتب التى سوف تلقى رواجا غير مسبوق .
ولا ننسى أن رئاسة حى المهندسين قررت تغير إسم الشارع الذى كان يعيش فيه إلى إسم الفقيد , وأخذ بعض رجال الأعمال على عاتقهم دعم جمعيته وأنشطتها الخيرية والمستشفى الملحق به , إستمرارا لدورها فى خدمة المجتمع والفقراء .
والجدير بالذكر أن النخبة المثقفة قررت تكوين رابطة الدكتور مصطفى محمود وأن يكون هناك مؤتمر سنوى يتواكب مع عيد ميلاده للتذكير به , والحق يقال أن النخبة المثقفة بدأت تستعيد دورها التى تخلت عنه فى الفترة الماضية .
شكرا لك أيها الصديق والعالم والمعلم شكرا لك أيها الرجل العظيم .
وهكذا هى مصر .
وسلامنا لكى يا بلدنا الغالى .