2011-11-11

تأزم الموقف الدولى والعربى بشأن سوريا 2


العامل الثالث
ضياع نظام الأسد يعنى تقزيم للنفوذ الإيراني والتى تسعى جاهدة بدعم الأسد على أنه شأن داخلى ,والتى ان وجدت نفسها امام ضياع الأسد وسلطة العلويين الشيعة فستضطر لجرالمنطقة لحرب اقليمية عبر حزب الله -التى هى نفسها ممكن تكتب ضعفها بسقوط نظام الأسد مما يعنى تغيير قواعد اللعبة داخل لبنان - مع اسرائيل وحماس ,إلا أن الأخيرة باتت ورقة بعيدة من النفوذ الإيراني وتبين ذلك من المصالحة الفلسطينية والتوجه نحو العرب خاصة مصر وإتفاقية تبادل الأسرى مؤخرا , إلا أن هناك تعقيدات تؤثر فى توابع وردود الأفعال لزج ايران لحزب الله بالقيام بتلك الحرب لتخفيف من وطأة الضغوط على طهران بخصوص ملفها النووى وحقوق الأقليات داخل ايران خاصة ملف الأهواز , وطرق تجارة المخدرات والسلاح ,و تدخلاتها فى العراق والخليج العربى خاصة فيما يحدث بالبحرين والكويت وشرق السعودية وملف الجزر الثلاثة مع الإمارات , بل موقف المحكمة الدولية للدور الإيرانى فى قضية مقتل الحريري واحتمالية ضياع النفوذ الداخلى .

العامل الرابع
التدخل المحتمل من قبل تركيا اذا ما سقط النظام وتعرضت حدودها للخطر عبر زيادة نفوذ الأكراد وهو ما يعنى تغيير رؤية أمريكا عبر الشرق الأوسط الكبير أو الجديد , وهو ما بدأ بالفعل فى العمليات العسكرية التركية اتجاه المنطقة الحدودية شمال العراق , وما صرحت به من فتح جميع الخيارات مع النظام السورى بما فيها العمل العسكرى المغلف بالتأكيد منها على أنها إدانة لعمليات القمع والقتل المنتهجة فى حق الشعب السورى .

العامل الخامس
التدخل المحتمل من اسرائيل فى حالة وصول حكم الاسلاميين بسوريا وهو ما يجعلها تشعر بقلق حقيقى تجعلها تأخذ ضربات استباقية وهو ما سيزيد الموقف الأمريكى تدهورا وتراجعا امام الرفض المتوقع للمجتمع الدولى .


تأزم الموقف الدولى والعربى بشأن سوريا 1




هناك قلق كبير من جانب الغرب بخصوص سقوط نظام الأسد ويمكن استشعاره من خلال

العامل الأول :
أن نظام الأسد حافظ على هدوء لدرجة الجمود مع الجانب الإسرائيلى بخصوص
هضبة الجولان المحتلة لما يزيد عن 3 عقود فى الوقت الذى سوق لنفسه على أنه فى صف الممانعة مع الجانب الإسرائيلى إعلاميا وتبنى بعض الفصائل المقاومة , فى وقت ينتهك المجال الجوى لسوريا مئات المرات بل تدك مواقع بما يمثل خرقا للسيادة وبالتالى فإن قدوم نظام ربما يتبنى المطلب الشعبى بالرد على إسرائيل إلى نشوب حرب جديدة ستحمل نفقات وخسائر كبيرة للجانبين وتضع المجتمع الدولى فى مأزق .

العامل الثانى :
احتمالية اتفاق مسبق مع الجانب الأمريكى على إحداث تدخل عسكرى محدود فى الجولان يسترد من خلاله جزء يسير , محاولة من نظام الأسد
لتعبئة الجبهة الداخلية ولإضفاء المشروعية , واخماد الانتفاضة التى لم يجدى معها الحل العسكرى والأمنى ويمكن تحسس هذا التوجه من فتح الجولان للسوريين والفلسطينيين للدخول فى ذكرى النكبة للجولان المحتلة ,وبالطبع فهذه الورقة رهن التقييم الأمريكى إذا ما رأى أن ورقة الأسد محروقة وأن البديل المضمون فى طريقة ليخلف بعده شخص أخر مضمون , أى استبعاد الأسد فى الصفقة الإقليمية الجديدة التى لا تضمن استمراره, خاصة بعد الدرس المصرى الذى جعل الأمريكيين فى غاية القلق لأن من أوكلت لهم الامور, لم يكن على هواهم وهو ما عبر عنه أسامة هيكل .