تعقيبا على أحداث نجع حمادى
من الملاحظات الهامة :
- أن الأشخاص الذين إتهموا بإرتكاب الحادث لا تنتمى لأى جماعة مما يفتح الباب أمام تخوف حقيقى من دخول شريحة مجتمعية ليس لها إنتماءات جماعية أو حزبية فى منظومة العنف .
- الحادثة إمتداد لسلسلة سابقة من أحداث العنف جرت خلال 4 العقود الماضية.
- رفض القيادات الحكومية العليا إضفاء صفة الطائفية على مثل تلك الجرائم مما يدخلنا فى فشل أخر من عدم جدية التعامل والإعتراف بالمشكلة.
وفى إيجاز شديد يمكن تلخيص الخلفية النفسية والثقافية للمجتمع المتشدد سواء من الجانب الإسلامى أو المسيحى أو بشكل عام لأى ديانة كالأتى :
- شعور المجتمع بالظلم والهزيمة يجعله أكثر تشددا للدين الذى ينتمى له .
- تخوف وتشكك الأمة أو الجماعة من قوة عقيدتها أو إيمانها مما يدفعها للتشدد أملا فى الحفاظ ويجعلها تتنازل عن مبدأ التسامح.
- البحث عن أيديولوجية تميزه عن الأخرين , تكسبه قوة فى الفكر والتواجد الفعلى فى المنظومة العالمية وتحسم قضية إنتمائها ومنها نرى ذلك فمنهم من يدافع عن الأيديولوجية الإسلامية ومنهم القومية العربية ومنهم الراية المصرية ومنهم الليبرالية ومنهم العلمانية ولكن بعد فترة لابد من أن تعلو واحدة وتقود باقى الإنتماءات وهذا مل لم يتم حسمه وظهر هذا جليا فى قضية غزة ولى فيها شرج كبير فيما بعد.
- منظومة التربية للمجتمع التى تعتمد على كتم أفواه الأطفال , ورفض سماع الأخر والتقليل منه وعدم الأعتراف بالخطأ للظهور بمظهر الشريف وأنه عالم ببواطن الأمور فكلنا علماء وفى كل شىء , وغلق الفكر بكلمة " كده غلط ,كدا حرام " وليس لماذا هذا غلط .
- غياب العدالة الإجتماعية والسياسية , وعدم الشعور بالإنتماء أو دوره فى مجتمعه , فتتجه الشخصية عبر خاصية التراكمية إلى السلبية والعنف .
- الفراغ الذهنى والبدنى – البطالة بكافة أنواعها - مما يعطى مجالا خصبا لتوجيهها إلى الخلافات الفردية و الطائفية .
- أن الأفراد التى لديها التوجهات المتشددة فى الفكر هم إما من مضمحلى التعليم والثقافة أو أكثر الأفراد تعلما خاصة فى العلوم التطبيقية مثل الطب والهندسة وغيرها التى تتعامل مع حقائق علمية ثابتة فما أن تتناول فهم الدين فتأخذه من جانب الحقائق المطلقة .
- نوعية التدريس والتعلم الجامدة التى لا تفتح العقل أمام الأخر والحوار معه والقدرة على إعادة تدوير أفكار الشخص على أنها ليس من المسلمات حتى الدين ذاته فالنص الدينى يختلف فى تفسيره الكثير من المذاهب والطرق والطوائف والعلماء والفقهاء .
- تواجد المصالح الدونية لبعض التوجهات والكيانات الداخلية والخارجية لإحداث حالة من الإضطراب تستنفذ موارد ووقت وجهود المجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق