مقدمة
الجميع متفق على أهمية التعليم لتحقيق النهضة المرتقبة للدولة المصرية بشكل خاص وللدول العربية بشكل عام ,إلا أنى سأطرح تأكيدا على مبدأ الأولوية القصوى للتعليم بناءا على نظرة ثاقبة متعمقة للشخصية المصرية والعربية .
أعراض المشكلة :
فلنفكر معا , هل الأسباب التى تطرح لتفسير حالة التراجع على كافة مستويات الدولة صحيحة , هل هى غياب الديمقراطية عن الأنظمة العربية أم لدواعى سياسية أم لظروف الأمكانيات أم لتبعية الإقتصاد !!.
هل لو توافرت الديمقراطية لشخصية المجتمع الحالى هى الحل للخروج من أزمتنا , الأجابة بشكل قطعى لا ,فلا ديمقراطية بدون بشر يحرصون عليها ويؤمنون بها.
هل الدواعى السياسية مثل تبعات الإستعمار وغرس الكيان الصهيونى فى قلب الوطن العربى هى السبب , بالتأكيد لا فالغرب بشكل عام ما كان يستطيع وأد أى مبادرة للتنمية , لولا الحالة التى تعيشها المجتمعات العربية حتى من قبل الإستعمار ووجود النبت الشيطانى الصليبى بزمن بعيد ثم الصهيونى, ولنمعن النظر فى حالة التشرذم العربية فى العراق واليمن ولبنان والسودان والمغرب والجزائر وبين الأنظمة العربية ككل وجيرانها, ولننظر للتجربة اليابانية والماليزية على سبيل المثال وسنعرف كيف نعلق أخطاءنا على شماعة غيرنا كما يقال فى المثل الشعبى لعدم جلد الذات ,وبالتالى فالمؤامرة الغربية ليست كافية كتفسير لسبب حقيقى , خاصة أن تضخيمها أتت من قبل الأنظمة الحاكمة لتبرير فشلها المتكرر فى تغيير الواقع المؤلم .
أما عن ضعف الإمكانيات بدءا من ضعف الأجور وتدنى الخدمات إلى الإقتصاد المعتمد كليا على الخارج , مما نتج عنه ضعف فى القيم مما أدى لتدهور قيم العمل مثل الأداء والإتقان و الإنضباط و الإخلاص , فما هو إلا نتيجة فمثلا توافر مقومات المادة فى دول الخليج ساهم فى مزيد من الضعف العربى وإضافة للجانب الأجنبى , كما أن الفقر وضألة الأجور فى الهند والصين لم تمنع من قيام تلك الإقتصاديات الصاعدة والمنافسة على القمة بشراسة .
ماذا عن المستقبل :
يجب إيضاح والتركيز أن الزمن لا يتوقف ولا حتمية أو ثوابت للشىء عبر مر التاريخ , فكل شىء فى هبوط وإرتفاع , وهذه من نواميس الكون التى أوجدها المولى عز وجل .
وبالتالى فإنه لا شك وبدون أدنى ريبة أننا مقبلون على حضارة ستكون الأكبروالأعظم فى تاريخ البشرية جمعاء , خاصة إذا وثقنا فى كلام الله ومحمد صلى الله عليه وسلم , فالتقدم قادم لا محالة ولكن بشروط ملخصها العمل على عكس الأسباب الحالية لتؤدى بنا إلى النتائج المأمولة بإذن الله تعالى , ومن ثم تأتى الديمقراطية الحقيقة لا الغربية ويبنى الإقتصاد القوى والتطور الثقافى والعلمى المرموق الذى سيتربع على عرش الكرة الأرضية , وليس هذا كلامى فحسب بل كلام الله عز وجل, وسيعيش المسلمين وكل من يقيمون معهم فى أمن وسلام بل وسيهنأ العالم أجمعه بالأمة الإسلامية لما ستقدم للإنسانية من الأخلاق ومساعدة الضعفاء ومنع الجور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق