- لما لا تحاول الكتابة فى إحدى الصحف وهذا التساؤل كثيرا ما وجه لى ؟
إجابتى تختصر فى :
- أن الثمار لا تؤتى قبل نضجها .
- وهذه المرحلة هى فترة إستكشافية وإستقرائية للواقع .
- يجب أن تصب جهودك فى التسلح بكافة العلوم والثقافة ووقتها سيأتى الآخرون إليك .
- أنت ترى الدنيا سواد , الدنيا أكيد فيها الطيب والسيىء وهكذا حال مصر
فى البداية هذا إحساس جميل لصاحبه
ولكن الواقع يفرض نفسه فوق الأحاسيس أنت إذا ما خرجت من عواصم المحافظات فستدرك أنك تسير فى القرن التاسع عشر .
هذا الشعور لا يتناسب إطلاقا من كون إدراكك للمشاكل الصعبة والمتصاعدة بعنف فى المجتمع المصرى وما طرأ عليه من تغييرات أخلاقية .
هذا التفكير لا ينطبق إطلاقا مع من يحلم بكون مصر قائدة للعالم من جديد , وعندما أنتقد أحدا فهذا لا يعنى أن كل أفعاله سيئة ولكن النقد لأجل إكمال النقص .
الإحساس بأن الدنيا طيبة لا يتناسب مع كبد الحياة وما فيها من مشقة وتعب وترجم كلامى هذا على حياتك سترى ان لحظات فرحتك معدودة لأن الله أراد الدنيا إختبار لك و السعادة المطلقة فى الأخرة .
وعندما نتكلم فى مصر نعم هناك مشاريع سنوية بمئات المليارات من الجنيهات المصرية تجرى على أرض الواقع وهناك تحديث و تطوير وهناك مبادرات ولكنها بدائية وبطيئة وتفتقد للقدوة والثقة الشعبية, وفى نفس الوقت لا يخرج من كون إيجاد الحد الأدنى للمعيشة فى مصر متواجدا ولا يضع مصر كدولة محورية رائدة, كما أنى لست مطالبا بمدح ما يجب عليك عمله والمدح يوجه حينما تصنع إنجازا عجز من قبل الآخرون عن تحقيقه , وأدعو من يسألنى ذلك لأن يقرأ مقالاتى وسيعلم جيدا أنى أكتب النقد بشقيه الإيجابى والسلبى , بل يصنف بأنه نقد بناء يتبنى إنشاء جسر نفسى داخل القارىء لإحداث مبادرة شخصية ولو على فترة لحظية.
وأضف أن من يتعامل مع الطبيعة لا يرى العالم كله سواد فهناك متسع تتحرك فيه , وقد قصدت أن أذكر شغفى بالصيد والغوص وتربية الطيور والنبات , بأن أرسم صورة واقعية لما يجب أن تكون واقع الشخصية الملامسة للطبيعة فهذا يعطيك راحة و صفاء للذهن ودعم للجانب النفسى والتأملى .
- هل أنت مع المعارضة أم مع الحكومة , وإلى أى تيار تنتمى ؟
أقولها بصراحة أنا لست من المعارضة وليس هناك أى تيار أنتمى إليه , أنا أقف فى صف محايد وأتابع الجميع عن كثب , فالحكومة تتولى أمرى فى أول الأمر وفى نفس الوقت أختلف معها وأنتقدها عندما أرى ما يضر وطنى , فأنا انسان ربما يصيب وربما يخطأ , لأن ولى الأمر ربما يتخذ قرارات بناء على معلومات أمامه لا نعرفها ففى ظاهر الأمر هى قرارات غير صائبة وفى واقع الأمر هى الأفضل للواقع الحالى ومن هنا تأتى حتمية الشفافية وتداول المعلومات , بل وأزيد أن الفقه الإسلامى أجاز فعل الضرر لإبعاد ضرر أخر أشد و أصعب , ولكن هذا الأمر شديد اللبس ويحتاج للتفكير العميق الآخذ برأى علماء الدين كإستشاريين وليس كتوصيات ملزمة .
سؤال أخر
هل أنت تكره أم تحب القيادة العليا
هذا السؤال إمتداد للسؤال السابق
وهذا التساؤل يجب أن يطرح كالأتى هل أنت متوافق أم متعارض مع القيادة العليا فالعامل الأساسى فى العلاقة بين الحاكم والمحكوم هى المصلحة المشتركة للوطن والقيم العليا للدولة , أما مسألة حب أم كره فهى شخصية .
و يعلم الله أنى لا أكن للقيادة العليا إلا الإحترام والتقدير بل ومستعد لطاعة ولى الأمر وقت الحاجة والمحن تنفيذا لأمر الله , ولكن هذا لا يعنى أن أتفق معه فى كل الأمور و أن يكون فوق النقد , ولكن لابد من ضمائر يقظة فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
بل أقول أنى آمل أن أجد كل الطوائف بما فيها الحكومة و المعارض والمستقل يضعوا أيديهم فى أيدى بعض لبناء إمبراطورية مصر , فليس هناك ثأر أو إنتقام وأنما إنتقاد بناء لهدف التغيير .
- كيف ترى الحكومة ؟
أعلم خلفية هذا السؤال –عن كتابتى لبعض المقالات خاصة 60 إنجازا فى 60 شهرا - دعونى أوضح شيئا مهما أن الحكومة الحالية هى الأفضل من الحكومات المتعاقبة على مر 30 عاما بإستثناء حكومة السيد الدكتور المحترم كمال الجنزورى ,بل أقول أن ما أنجز على مدى خمس الاعوام الماضية يعادل ما تم فى 15 عاما , بل وسأزيد أنها الحكومة التى أدخلت التطبيق الفعلى للخروج من نطاق الدلتا والقاهرة الكبرى إلى الصحراء والصعيد , ونحن كلنا نعلم التطور الحادث فى الخدمات المقدمة للجماهير سواء كان للعامة أو لجمهور المستثمرين ولم يأتى ذلك الا بعد تدريب وتغيير لقوانين و قواعد عقيمة , ولكن فى الجانب الاخر فإن حصيلة التطوير للأسف تركزت بالشكل الأكبر فى الطبقة العليا الأستقراطية جراء تزاوج السلطة بالمال, بل وزاد مفهوم الإحتكار , وتكريس الفجوة بين الطبقات .
فعلينا أن ننظر للجانب الخلفى للأشياء على سبيل المثال نقول زادت عدد وحجم الاستثمارات فى مجال التصنيع ولكن فى نفس الوقت كم من المصانع خسرت وأغلقت بل هل التصنيع هو كيان مستقل أم انك تاتى بتجهيز المصانع من الخارج وغيرها من الأمثلة.
وإذا كنا معنيين بالشخص المصرى فانظر للتصنيفات العالمية فالتعليم الإساسى فى المركز 124 أى فى ذيل الأمم وتعلمون فضيحة خروج أى جامعة مصرية من أفضل 400 جامعة حول العالم وذلك لإحصاءات 2009 .
ولست بصدد أن أذكر المساوىء ولكن دعونى أكرر هدفنا هو مصر , ليست تلك الدولة المتهالكة ولكن تلك الإمبراطورية المرتقبة.
- بس إحنا وضعنا أفضل من غيرنا
للأسف هذا المفهوم كارثة , نعم نحن الدولة الأولى عسكريا والثانية إقتصاديا بعد جمهورية جنوب أفريقيا على مستوى قارة أفريقيا والوطن العربى ,و لما الدنوة فى الطموح, و هل ننظر لما هم دوننا ونقول نحن أفضل حتى نصبح فى القاع ثم نبدأ التفكير فى الصعود.
نحن فى عالم لا يحترم إلا القوى وأنت مهدد من الجنوب ومن الشرق ومن الشمال وليس هناك مفر - لحماية مصالحك والمصالح العربية والإسلامية لأنها على عاتقك فى الأساس – ولا مفر من أن تصبح من بين القوى العشر الأولى فى العالم فى أقل فترة ممكنة - وإلا فلن يكون لك مكانة لا بين العرب ولا بين الدول الأفريقية أو الإسلامية ,أضف لذلك تضاؤل حماية مصالحك العليا وهو ما شهدناه ولمسناه من تمرد الأفارقة ولى فى هذا العديد من المقالات على المدونة الثانية إن شاء الله.
warm regards for your articles
ردحذفexcellent doctor
ما شاء الله مجهود اكثر من رائع فى كل المقالات وليس حالة نقاش فقط ربنا يقويك وتقدر تجمع بين الطب والادب مثل د/مصطفى محمود وتكون ان شاء الله اكثر علما وشهرة بس شد حيلك والله الموفق
ردحذف