شعب أسير العاطفة
بلى شعب قيد عاطفته
هناك فرق بين أن تكون رحيما و أن تكون عاطفيا ,فكونك انسانا رحيما فهذا من شيم العظماء ,بل هو أحد أسماء المولى عز وجل وهى صفة ما أجمل أن نتحلى بها .
أما العاطفة المسيطرة على التفكير وبال فى أغلب لا كل الأحوال , لأن أمور الحياة لا تُسير بالعاطفة و إنما بإعمال المنطق والحكمة أى إعمال خصائص العقل .
وعندما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأن النساء ناقصات عقل وهو يمازح النساء فى خطبة العيد فلم يكن هذا إلا لتفوق العاطفة على العقل فى حكمها على الأمور وجزء اخر خاص بالشهادة أمام القضاة وبهذا جعل الرجل الأجدر بالقوامة .
ونتيجة لتغليب العاطفة فإن أبناء شعب مصر على أقل شىء يتجمعوا وعلى أقل شىء يتفرقوا , وليس هذا ذما فى كونى مصريا فالمصارحة بعيوبنا المتجسدة فى المكان المناسب والوقت الصحيح وعند الحكماء هو أول الطريق لتغييرها نحو الأفضل .
وليس هذا على المستوى الفردى فقط بال طال النخبة السياسية والمثقفة إنظر مثلا وليس أخيرا للتعليقات على خطاب أوباما بالقاهرة فمنهم من قال إنه جاء لنصرة الأسلام ومنهم من قال أنه أتى ليلبسنا العمة , وللأسف نسينا أنه أتى بكلمات تحمل المصالح لكلا الأطراف وعلى كل طرف حسن إستغلال الفرصة , أى أننا بصدد سياسة المصالح وليست المحاباة أو المجاباه – وسوف أسرد لهذا الجانب مقالات عدة فى المدونة الثانية إن شاء الله– .
وما أكثر الجمل والأمثال التى تجسد سلطة العاطفة ومنها على سبيل المثال لا الحسر :
معلشى ...
أصل هما عشمانين فيك ... عشمهم فيك كبير ...
واخدين على خاطرهم منك ...
الدنيا مش أفش ... إنت محبكها ليه ...
وستجد أن أغلب تلك الجمل تخضع للهجة العامية وبالتالى فهى ليست إمتداد حقيقى للعربية .
ويتجلى أيضا ذلك فى تبنى حب وكراهية الأشياء نتيجة لإكتسابها من الآباء ومن المحيط دون إعمال العقل هلى هى فعلا تستحق الحب هل هى تستحق الكراهية !, فمثلا من يفكر بأن يصبح طبيب نفسى فستجد أن النظرة المطبقة على من حولك الرفض بل والتسفيه من تلك الوظيفة الجليلة حدث ذلك لسقايتهم من الإعلام الخاطىء ونظرة الآباء القاصرة , و الأمثلة كثيرة.
وسترى ما سبق ذكره متجسد فى كل شىء فى مصر من تربية الصغار إلى كافة الأعمال , أدى لفشل نوعى فى منظومة الإدارة لأننا نعطى أعذارا ثم أعذارا لكل شىء وللا شىء , وتتحامل علينا وقتها ضمائرنا فيترك الحبل على الغارب .
وبدأ انتباهى لهذا الجانب من الشخصية المصرية حين كنت فى التاسعة عشر من عمرى لكيفية تعامل ضابط المرور مع خالى بصدد مخالفة مرورية .
تأمل فى أى إصلاح بين متخاصمين فهى فى الأغلب لا تتم على أساس المصلحة المشتركة ولكنها تتم على أساس الزعل و اللى مايصحش .
ليست هذه دعوة الى التوجه المادى البحت وإلغاء العاطفة وإنما تغليب كفة العقل على العاطفة فالإنسان بطبيعته يحتاج للإثنين , فالعاطفة أحيانا تتغلب فى بعض الجوانب الإنسانية البحته ولايوجد تعارض مع ما سبق , ولكن النسبة بين إعمال العقل والعاطفة هى مجال نقاشنا و بتلك النسبة تصير أحد سمات الشخصية المميزة المصاحبة لها .
ولا ننسى أن العاطفة المسيطرة هى أحد الأدوات الرئيسية فى شيوع الروح الإنهزامية و سأفرد لتلك الروح الإنهزامية مقال منفرد .
بعاطفتك المسيطرة فأنت تسير على حافة عرضها لا يزيد عن بضعة سنتيمترات ولذا وجب الحذر .
وهنا ستنطلق صيحات من شخصيات بعينهم كون إدراكهم الخاطىء لمعنى إلغاء الوجدان , هناك فرق بين العاطفة والوجدان , فالعاطفة أسلوب يتحكم فى سير الأمور أما الوجدان فهو شعور لا غنى عنه , بل هو عنصر فى غاية الأهمية لإحداث التوازن على كافة جوانب الإنسان البدنية والنفسية والعقلية , الوجدان يجعل بنى أدم إنسانا وليس قالبا من لحم وعظم , الوجدان تحيا بها العلاقات الإجتماعية وتزدهر بها الحضارة البشرية , بل يمكن القول بأن الوجدان يجب أن يعمل بجوار العقل .
ولهذا فالقائد الناجح على أى مستوى إدارى بدا من الزوج حتى أعلى سلطة هو من يسيطر على عاطفته ويدرك كيفية التعامل معها مع الإحتفاظ الكامل بالوجدان وتغذيته بالروحانيات والاشياء الجميلة الطيبة, بل يمكن القول بأنك تستطيع قلب الأمور بإجادتك فى بناء مدخل للشخصية المصرية من خلال عاطفته ومن هنا تصبح نعمة على المجتمع , وتكون أحد الأدوات الفاعلة فى تغيير المجتمع وبناء جسور الثقة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفلطالما عرفت بأننا نتحرك على أساس عقولنا، وتدفعنا العواطف في تلك الأمور التي نؤمن بها، لم أؤمن بان للعواطف تأثيرا مستقلا وللعقل تأثيرا مستقلا، بل عرفت أن العقل والقلب يسيران معا؛ فالعقل هو من يعلمنا الخطأ والصواب، وبذلك تنشأ العاطفة عندنا تجاه ذلك الحكم العقلي.
أما العاطفة التي تعيش خارج إطار العقل وبشكل مستقل عنه، فإنها عاطفة مهلكة، تكون بسبب تأثيرات خارجية عديدة لسنا هنا في مقام بيانها، وهي تتنوع كثيرا ويصعب أحيانا تفسيرها أيضا.
إن العاطفة لا تكون سليمة إن لم تكن على أسس عقلية، فلو تحركت عاطفة الإنسان خارج إطار العقل، فإنها في هذه الحالة تجبر الإنسان على عمل شيء ما لا يرتضيه ولا يكون منسجما مع فكره وعقله واتجاهاته في الحياة، وهنا تكون كمثل المقبرة لشخصية الإنسان.
أسال الله تعالى أن يرزقنا السداد والحكمة في جميع أمورنا ...فمن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا عظيما
طب يا دكتور ايه الفرق بين المزاج والعاطفة
ردحذفوهل هيفرق لما نعرف الفرق بين هذه الكلمات