2011-08-24

ليبيا على المدى القريب والمتوسط 3


المعوقات

وما من شك أن أول المعوقات : تمثلت فى عبء إسقاط الطاغية عبر المقاومة المسلحة مما سيكون له أثره البالغ والمعوق فى سرعة وكفاءة إجتياز المرحلة الثانية خاصة مع إحتمالية عدم إنتهاء تصفية الكتائب بمجرد سقوط أو هروب القذافى فى محاولة لتسويات جزئية مع المجلس الإنتقالى .

والمعوق الثانى : المتمثل فى التدخلات الخارجية فى سعى لإقتسام مبكر لكعكة إعادة البناء والسيطرة على الموارد الطبيعية وتمكين فصيل دون الأخر على توافق مع القوى الخارجية أو حتى طرف دون طرف اخر من القوى الخارجية وهو التنافس البادر بين بريطانيا وفرنسا من جانب والولايات المتحدة من جانب والصين وروسيا التى تبكى على اللبن المسكوب وفى سعى منها للحفاظ على إستثماراتها وهو تعهد قام به المجلس الإنتقالى .

والمعوق الثالث : متمثل فى شكل النخبة الثقافية وقدرتها على بلورة رؤيتها بل وقدرتها على إحداث إجماع وتوافق حول رؤيتها متجاوزة الصراعات القبلية والعصبية التى بالتأكيد لن تفلت منها ليبيا فالقبائل المشهورة تتعدى المائة والثلاثون ,خمسهم على الأقل لديه عتاد عددى ومالى وسلاح .

المعوق الرابع: هو العلاقة التنافسية ذات الصراع المحتمل بين المجلس الإنتقالى الذى يرأسه مصطفى عبد الجليل بالمجلس العسكرى للثوار ومنها نفهم مقتل اللواء عبد الفتاح يونس لضبط الإيقاع قبل الأيام النهائية للسقوط المحتمل لطرابلس , ولا يخفى طبيعة التناحر بين القيادات العسكرية الحالية ذات البعد القبلى خاصة مع النجاح العسكرى دون السياسى فى إزاحة الديكتاتور مما سيوجب صراعا حقيقيا على كرسى الحكم فى ظل توافر امكانيات نفطية وتعدينية تفوق تكلفة إعادة البناء على عكس الوضع المصرى واليمنى والتونسي التى تعانى من نقص حاد بالموارد وإحتمالية الإخفاق ومنها فقد شرعية الحاكم القادم ونظامه .

المعوق الخامس : المتمثل فى إنعدام مؤسسات يمكن إعادة هيكلتها مثل القضاء والإعلام خلال القرن المنصرف , فلقد عمد القذافى فى تجريف البلد من أى عقلية مفكرة فى مسعى لان يبقى الوحيد الذى يبدع ويبتكر ويصنع وهو السياسى والإقتصادى والعسكرى .... الخ , كما أن تلك المؤسسات ليس لها ممارسة على أرض الواقع تجعلهم مؤهلين لقيادة المرحلة الإنتقالية , كما ان القوانين المعمول بها لا يمكن ان نقول عليها قوانين إلا فيما يخص ليبيا بعالمها الخارجى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق