2011-08-24

ليبيا على المدى المتوسط والبعيد 4



الطوارق وخطر التقسيم

ولا يمكن إزاحة الخطر القائم فى قيام دولة مترامية الأطراف ليس جزءا من ليبيا فقط وإنما فى إطار أكبر عبر دول الساحل والصحراء القائمة على أساس عرقى خاصة قبائل الطوارق وهى السلالة الغير عربية والتى لها علاقة تاريخية بالبربر والتى تعتبر من أصول بربرية أو أمازيغية , وهى تمتد فى ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وتمتد الطوارق أيضا فى مالى والنيجر وتشاد وبوركينافاسو خاصة مع الإضطهاد والتهميش التى تعرضت له والدور العربى المؤيد لذلك والمعادى لها و الذى ظهر جليا فى قمع السلطات فى مالى لتمرد الطوارق , أى أن الطوارق يمكن أن تتحد مع البربر بحكم العلاقة التاريخية والثقافية بل الأخطر عبر توافق مع التنظيم الإسلامى الجهادى فى المغرب العربى خاصة الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتى لها جيوب تسمى الجماعة المغربية المقاتلة والجماعة التونسية المقاتلة والجماعة الليبية المقاتلة .

ولا يمكن تجاهل هذا التشابك على الأساس الهوية والمصلحة والذى من الممكن نيل تأييد نطاق أوسع من خلال عرب الحسانيين المضطهدين فى موريتانيا وعرب المحاميد فى ليبيا والسودان وتشاد بل يمكن أن تمتد إلى حركة العدالة فى دارفور والتى سبق أن تداخل الطوارق والتنظيم الإسلامى فى تقوية الخلاف والصراع داخل دارفور وبأموال القذافى على خلفية إحتمالية حصوله على المياه من النيل ,بل يمكن أن ترى حركة البوليساريو فى الصحراء الغربية زخما بإتحادها مع الطوارق والدولة المرتقبة مقابل تعهدها بفتح طرق ومنفذ للمحيط الأطلنطى لتجارة المخدرات والسلاح و الأملاح والأسماك وغيرها , أى أن التوافق هنا ليس من خلال دولة تجمع هؤلاء جميعا بقدر التوافق فى الدعم والمساندة مما يعزز من فكرة الأقاليم ذات الحكم الذاتى والإنفصالىة فى المستقبل وأقرب مثال كما نعلم إنفصال الجنوب الذى بدأ من منتصف الخمسينيات القرن الماضى حتى الحكم الذاتى إلى الإنفصال تماما عن الشمال فى أول هذا العام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق