
أزمة الهوية
إن الهوية العربية يمكن أن نقول أنها تعانى من تلاشى عناصرها وأسباب وجودها , ومن أهم الظواهر المدللة على ذلك هو تلاشى التدخل العربى الفعال لمناقشة قضايا ومشاكله بشكل مخزى بل أصبحت مبادرات المصالحة تأتى من الإتحاد الأوروبى و بعض دول الجوار كتركيا وإيران – لا إلا لخدمة أجندتها الخاصة وتوسيع لنفوذها - .
فالتشخيص المبدئى هو غياب القوى العربية المؤثرة عن الساحة العربية لصالح القوى الخارجية وإعتراف ضمنى بعد أهلية الأطراف العربية فى حل مشاكلها البينية , إلا أن الأمر يخرج من بوتقة غياب آليات متفق عليها ومستمدة من الهوية التى كانت فى فترة من تاريخنا المعاصر المشروع القومى الكبير لبناء الوطن العربى الموحد المستقل و القوى .
والنتيجة الطبيعية لذلك :
- فقدان المؤسسات العربية مصداقيتها بما فيها جامعة الدول العربية .
- تزايد التدخل الأجنبى وبشكل سافر ومخزى .
- تهديد المصالح العربية المشتركة بشكل لم يسبق له مثيل خاصة عندما يتعلق بالتدخل العسكرى إما عن طريق الإحتلال أو إنشاء القواعد العسكرية .
- تضاءل إيمان النخب المثقفة بالهوية العربية ويمكن القول بأن هناك إعادة نظر لتصحيح المسار وأعتقد أنا شخصيا أن هذا الأمر سيستغرق من عقدين لثلاث عقود نظرا لظروف الواقع والتعقيدات والتشابكات الحالية .
- ظهور جيل من السباب يتنصل من تبعية هويته العربية منساق وراء الثقافة والهوية الغربية المغرية والوهمية , التى لا تتناسب معه لا من منطلق الدين أو العادات أو التقاليد أو شخصيته بشكل خاص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق