2010-01-11

صنع فى مصر (5) هل ترى وميض النور مثلى

الحقيقة المؤكدة والمثبته فى الديانات و لدى موثقى التاريخ وعند دارسى علم الأجناس أنه كلما اشتدت الظلمة و غطت الأرض تلك المياه العكرة تشبع الهواء برائحة عفن الفساد وسيطر على المشهد حفيف الأفاعى , فإنك سوف ترى ذلك الوميض فى أخر الظلمة تجتذب النفوس الجريئة الطامحة , فلابد من انفراجة حقيقية , تلك الفترة التى تظهر معادن الشعوب , ذلك المشهد الذى يبرز القادة من الخانعين المفزوعين الهاربين .
بلى , نحن بصدد مثال حقيقى , ألا وهى فتاة لم تتجاوز 14 عاما تعلن عن عشقها لعلوم الفلك , إلى هذا الحد فالأمر يبدو عاديا للبعض , أما أن تتحول تلك الرغبة الجامحة لديها إلى فعل على أرض الواقع – خاصة مع هذا العمر الصغير – فهذا هو التفرد .
فتاة صرحت بأن حلمها ليس الذهاب للمريخ , وإنما الذهاب لما بعد المريخ وباقى المجرة وبحث عن سبل الحياة هناك واستكشافها , وألأغرب فى فكرة تبنى مصر لتلك الرحلة , ربما يتبادر لذهنك إنها لا تدرك الواقع , ولكن الحقيقة هى إدراكها العميق لمأزق العلوم الفلكية فى مصر , تعلم أن الخريجين لا يتعدو أصبع اليدين ولا يجدون توظيف مش مركز للدراسات أو أى شىء تجعلنا مؤهلين لذلك الدور الريادى .
فتاة أخذت بزمام المبادرة وبدأت بإنشاء مجموعة لمحبى علوم الفضاء على أحد المواقع الإجتماعية الشهيرة - الفيس بوك - ومن بعدها قامت بتأسيس صفحاتها الخاصة على الشبكة العنكبوتية عن الفلك , والأدهى أنها إتصلت بعالمنا الكبير فاروق الباز والذى رد على طلبها بكل تواضع ووقار .
فتاة ما أن تبدأ الحديث معها حتى تدرك أنك تتكلم مع إمراة فى عمر الثلاثينيات وفى طموح القادة الكبار , فتاة مرتبة الفكر والكلمات , واثقة من نفسها , مؤمنة بعشقها للفلك , متمردة على واقعنا المؤلم ,تلمح شعورا بالحزن والتأنيب لبلدها الغير مؤهل بإحتضانها , مبدية سعادة بالغة من ردود الأفعال الصغيرة .
المتفحص لتلك الحيثيات يدرك تماما , أن تلك الفتاة مؤهلة للقيادة وبفكر مستقل , يجعلها بإذن الله أهلا لقيادة التغيير فى المستقبل .
فأى شخص يفكر فى تلك النوعية من العلوم يكتب على نفسه التشرد أو العمل فى الوظائف الدونية , لأن أهم العلوم لا تجد لها مكانا فى مصر مثل الفيزياء والرياضيات والجيولوجيا وغيرها من العلوم التى قامت أمريكا بتبنيها فأصبحت رائدة للفضاء والإتصالات وغيرها .
ونحن نريد أن نساعد مثل هؤلاء , فإن كان هناك وسيلة معينة يرجى إعلامنا بها , حتى لا نضيع مثل تلك المواهب والأمثلة الرائعة , أو أن نستمر فى فقد عقول الأمة.

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله في أمثالها ممن يستحقون عن جدارة أن تنحني لهم الرؤوس إجلالا و إحترامالعلنا نبصر أرض الواقع الأليم حين نحنيها,أرضا رأها ابوين أحسنوا تربية أبناهم و إستطاعوا أن يخرجوا مبدعة تعلم أن الأمة بلا أحلام كشمعة بلا ضوء, فلعلها هي الضوء لينير لكثير منا الطريق و ليت بلادنا تحتضن مثل تلك الشعل حتى لا تنطفئ في مهب رياح الجهل و اللا مبالاة أو يأخدها غيرنا لتنير له الطريق

    ردحذف
  2. انا البنت دي صاحبتي جداااااااا بجد فخورة بيها اوي بس هي للأسف اصابتها حالت احباط شديد ويأس وبقت مش سوسن الطموحة بتاعة زمان خالص لدرجة انها بتديني لينك البلوج وبتقولي دي كانت صاحبتك زمان لكن دلوقتي خلاص انا املي فيكِ انتِ أنا لما باجي اتكلم معاها في الطموح بأحبط منها يا ريت لو حضرتك تعرف تكلمها وتخليها تتفائل تاني

    ردحذف