2009-08-19

رؤى إقتصادية ( 2 ) العملة المعدنية وأبعادها


العملة المعدنية وأبعادها



جرى العرف فى التعاريف المالية أن العملة المعدنية هى عملة مكملة مساعده وليست شموليه.
ورغم ذلك فإن إتجاه وزارة المالية الحالية شىء يدعو للحيرة بعد التصريحات الأخيرة عن صك المليارات من العملة المعدنية .
و إذا رأينا تجارب الآخرين مثلا الإتحاد الأوروبى أو غيرها فسترى اليورو المعدنى ولكن هى نسبة قليلة يمكن أن تحس بها كشخص عادى متجول هناك .
ولا بد من التركيز على الفئات صغيرة القيمة مثل القرش و 5 و 10 قروش مثل السنت بالنسبة للدولار علما بأن قيمة السنت داخل السوق الأمريكى أقل من قيمة القرش داخل السوق المصرى .
والعلوم الاقتصادية تشير إلى التصرف الخاطىء إذا تم صك العملات دون غطاء أو مقابل إنتاجى فإن هذا يعنى مزيدا من الطين بله ومزيدا من التضخم وبشكل يزيد من العبء على ميزانية دولتنا .
وهنا تحتم علينا ضمائرنا التنبيه إلى الخطر الداهم هو رفض المواطنين التعامل بالنقود المعدنية وقد لاحظنا هذا داخل القاهرة الكبرى فما إن تخرج للأقاليم تجد الرفض التام للتعامل معها ,هذا الرفض والظاهر مع ذلك الرفض مع التعليقات الساخرة بكيس دنانير التى ارتبط بعقل المواطن بالإعلام عن العصر الجاهلى وخوفه من ضياع النقود من جيبه ولما تحدسه من ضوضاء وصعوبة العد وهكذا ولكن إذا تطرقنا إلى ما هو باطن فإن تلك التصرفات مكمنها هو فقد الثقة فى التعامل بتلك العملة – الخطر الداهم – وعدم الإستقرار النفسى مع شكل العملات فلابد من التحرك الصحيح وأعيد فى كل مرة لا يجب إغفال دور علماء الإجتماع بجانب دور علماء الادارة ورجال الإقتصاد .
مما دفع المحافظين مثل محافظى الشرقية والفيوم الى توقيع عقوبة 100 جنيه على من يرفض التعامل بالنقود المعدنية ولكن مثل تلك القرارات لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع فلا بد من التوعية و مخاطبة العقول الموجه بمساعدة علماء النفس والأجناس والمطلعين على تجارب الدول الأخرى فلا نريد الترهيب فى علاقة الدولة بالشعب وإنما علاقة ترغيب و توجيه .
وحتى أبقى على حيادية فإن الجهات الحكومية و الممثلة فى شخص عالم الإقتصاد العالمى يوسف بطرس غالى وزير المالية قد صرح فى حديث تلفزيونى أن الهدف من ذلك هو التوفير فى تكلفة صك العملة حيث أن العمر الإفتراضى للعملة المعدنية ما بين 10 إلى 15 سنة بينما العملة الورقية من 9 الى 12 شهرا والتى أكدها البنك المركزى المصرى وبالبلدى – تمنه فيه – أضف لذلك أن آلة صك العملات الورقية تكلف 100 الى 150 حتى 200 مليون دولار بينما العكس مع العملات المعدنية التى تكلف ما بين 3 الى 6 مليون دولار .
وتم الاشارة أيضا على أن قيمة المعدن سواء النحاسية أو الفضة أو غيرها تساوى قيمة العملة المتداولة إن لم يكن يزيد ومما يخفف من وتيرة تزوير العملات .
وهنا أسأل إذا أردنا أن نصك 5 او 10 أو 20 جنيه فإننا على وشك حمل أوزان تشد ورائها سراويلنا وقمصاننا ؟؟ هل نضحك أم نتجهم .
وأقول أن ما كتبت هو رأى الخاص الذى كونته بعد مشاهداتى التلفزيزنية وقراءتى المتواضعة فى مجال الإقتصاد وأنتظر من سيادتكم التعقيب .
ولكم من جزيل الشكر والتقدير .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    فى الحقيقة أنا شايفة إن المدونة عمن قريب ممكن تكون موسوعة
    وأقول بعد قرأتى للمقال أنى حافز للقراءة فى العملات مش بس كدا والاقتصاد كمان
    بس إزاى العيوب الخطيرة دى ما يعرفهاش اللى ماسكين البلد اكيد محتاجين قرأة أوسع
    واسمح لى أن أقترح موضوعات أقتصادية تتدينها فكرة عنها زى بطاقات الائتمان

    بالتوفيق

    ردحذف
  2. انا سعيد للكتابة الجميلة والمجهود الرائع
    شكرا

    ردحذف