2009-08-22

رؤى إجتماعية نفسية (2) صنع فى مصر

صنع فى مصر
أنتم مقبلون على أحد أسمى المواقف وأرفعها مكانا , ولو وجدت عند الغرب لأتخذها الإعلام وسوق لها على أنهم أبطال القرن الحادى والعشرين .
إنه درس ومدرسة لتعليم الإنسانية وإعادة الروح الإسلامية .
وسأسرد القصة من بدايتها كنت راكبا للأتوبيس وكنت واقفا بجوار امرأة جالسة وعندما أتى محصل التذكرة فإذ بها لا تجد أموالها فتبحث يمينا ويسارا فى جيبوها فلم تجد,وأدرك الركاب على الفور أنها ليست مسرحية - وإن كان يدل على شىء فهو الذكاء الإجتماعى لدى العامة -فبادرها شاب بسؤال " هى فلوس كتير يا أمى " يالها من لغة راقية , فردت العجوز " 80 جنيه "
نظرت فى وجهها فإذ تجدها هائمة تصارع هويلات الواقع فربما كانت أم لخمس أولاد أو أكثر وهذه الاموال لا يوجد غيرها الى أخر الشهر ,ربما فكرت ماذا سيفعل بها زوجها من توبيخ وأتهام وربما وربما ....
فبادر رجل على الفور ونادى "يا رجالة عاوزين نساعد الست الغلبانة دى وأنا هبدأ ب2 جنيه " وما فعل ذلك حتى شارك كل الركاب ومنهم من دفع 5 جنيهات ومنهم من دفع 10 جنيهات ,وجمعوا لها ما يزيد من 147.65 جنيه , فرفضتها وقالت لا وبكت فبادر رجل بوضع 50 جنيه على المال المجمع وأقسم كل من فى الأتوبيس على أن تأخذ المبلغ بأكمله .
ولنقف على واحدة من أروع الأمثلة فى التضحية كنت واقفا أمام رجل ومعه ابنه ولن يستغرق منك جزء من الثانية لتدرك كم يعيش هذا الرجل وابنه من فقر مدجع من لباسهما البالية وبنيتهم النحيفة فظل الرجل يقلب فى جيوبه كلها ولم يجد فيها إلا جنيه و 55 قرش فأرجع الجنيه الى جيبه وما أن ارجعها حتى نظر لما يحدث من حوله حتى ردها فقال له ابنه على الفور وهو أختبار الهى "يابا أنت معاك فلوس تانى ؟ قال الاب : لا . قال الإبن : أمى معهاش فلوس فرد عليه الأب بكل ثقة :ربنا كبير" ودفع كل المال دفعة واحدة .
بلى ربنا كبير فتسللت دمعة ما استطعت حبسها وتمنيت وقتها لو كنت صاحب مال فأهديه بيتا يليق بآدميته وأتولى مسئولية الإنفاق على الأولاد فى التعليم والصحة . ولم أجد إلا أن دعوت لهم عامة وهذا الرجل خاصة جزاه الله كل الخير فى الدنيا و الاخرة ولم يحرمه من خزائنه ورحمته .
وها هو دليل على المعدن الأصيل لهذا الشعب الذى لن يتغير مهما ساءت ظروفه .
وعندما إنتابنى شعور أن الأخيار فى الأسفل بينما حفنة القذارة تسيطر على مقدرات هذه الأمة ولم أجد إلا أن أقول لنفسى لست أرحم من الله على هذا البلد أو على أهله الشرفاء , واستحضرت ..وفى خلق الله شئون .. ومضيت .

وأوجه كلامى إلى أولى الأمر وأقسم لهم لن تستطيعوا فعل أى شىء إلا إذا أدمجتم هذا الشعب فى كل مشروعاتنا القومية وكفاكم عيشا فى الأحلام والأوهام.

هناك 3 تعليقات:

  1. هذا الشعب يملك مقومات العظمة بين الجلد واللحم، وان طغى السفهاء فهذه ايه الله فى الارض لنعلم قيمة العظماء

    ردحذف
  2. salam alikom
    really i would like to thank u from my deep heart
    for 3 to 4 years i gave up about egyptian youth future
    but now i see somelights
    i live abroad and find your blog by luck
    i read all your articles really fantastic and impressed
    nothing to make unless god asking for u
    thanks habibi with great success

    ردحذف
  3. أشكرك يا علاء مع رغبتى فى استمرار تعليقاتك وأنا أحبذ لو تذكر لنا بعض من مقومات العظمة التى تراها فى هذا الشعب


    to Mr Mena
    thanks for your message which comes from your heart
    your reply makes a great discussion with my friends thanks again

    ردحذف