2009-08-09

أفكار وليدة تحتاج الى إحتضان (2ب ) منخفض القطارة


نعود إليكم ونستكمل كلامنا عن منخفض القطارة


نبذة تاريخية :
بدا التفكير بها ما بين عامى 1916 الى 1922 على يد أستاذ الجغرافيا بنك بجامعة برلين اتبعه الدكتور المساحة الجيولوجية جون بول والذين أقترحا توصيل ميا البحر المتوسط للمنخفض وتوليد الكهرباء ::::وبالمناسبة لا اخفيكم سرا اننى لما كنت فى سن الحادية عشر استثارنى كلمة منخفض القطارة ورحت أوجه الاسئلة التى لا تنتهى لوالدى ولكل من حولى حتى عرفت أشياء ضئيلة وفكرت وقتها لو أنى أصبحت شخصا مهما سأوصل ماء البحر ألى المنخفض وأنشى مدينة ذات أبراج عالية على غرار نيويورك لتكون العاصمة الثانية بعد القاهرة ::: .
وفى عام 1927 تولى المهندس المصرى حسين سرى رئيس هيئة المساحة الجيولوجية المصرية دراسة المشروع
ثم توالت النشرات والتقريرات على الصحافة الاجنبية وما يمثله هذا المشروع ولما قامت فكرة السد العالى وبالرغم من عرض استشاريين سويسريين و سويديين ومؤسسات كبرى المانية مثل سيمنز دراسة المشروع إلا إنهاوضعت برمتها فى أدراج الهيئة .
وتم إعادة النظر من قبل ادارة الكهربية المائية عام 1959و تم ادراجها فى اتفاقية مع الجانب الالمانى عام 1961ثم قدمت الجانب الجيولوجى ولم يقدم الجانب الفنى نظرا للظروف السياسية وقتها مع الجانب الألمانى وأغلق الملف مرة أخرى .
ومع عودة العلاقات بدأ استئناف الدراسة واتمامها فى عام 1973 عن طريق شق قناة من البحر المتوسط عن طريق تفجيرات نووية نظيفة .

وفى 25-7-1973اصدر رئيس الوزراء قرارا باعتبار المشروع مشروعا قوميا وله الأولوية الا ان الدول الأجنبية الحاقدة وارهبت المسئولين من نتائج التفجيرات واثرها على البيئة والقضايا الدولية التى يمكن ان تنشا ونتيجة لذلك تم العدول عن ذلك القرار .
ولكن فى عام 1975 أصدر رئيس الوزراء انذاك قرارا بإعادة الدراسة ولكن على مستوى اشمل للصحراء الغربية لوضع مخطط عام لخمسين سنة قادمة وكلف المهندس المصرى عبد الفتاح ابراهيم مع المهندس الالمانى بازلر
وخرجت الدراسة بنتائج باهرة منها على سبيل المثال تقسيم الصحراء الغربية الى منطقة غرب الساحل الشمالى للبحر المتوسط ومنطقة منخفض القطارةوالى منطقة غرب بحيرة ناصر ومنطقة الوادى الجديد .
ونحن هنا بصدد المنطقتين الاولى والتى تم دراستها لتسكين 4 ملايين نسمة مع توفير البينية التحتية الازمة و وزراعة مليونى فدان والتى لن تتعدى تكلفتها فى ذلك الوقت 1975 عن 880 مليون جنيه مصرى
شىء يعصر القلب من الالم ويصيب العقل بصداع لماذا لم ينفذ هذا المشروع العظيم وهذا ما كنت اشعر به طيلة 5 سنوات الماضية الى ان عرفت الحكمة الربانية من هذاوهو الدراسة التى قام بها مهندسنا المصرى الاكثر من عظيم محمد حسن محمود .



أكبر طول للمنخفض 300 كم وأكبر عرض له 145 كم عند منسوب سطح البحر (منسوب الصفر) ، ومساحة سطح البحيرة عند هذا المنسوب حوالى 19500 كم2 ، وأقصى عمق للمنخفض هو – 134 م تحت منسوب سطح البحر .

تغطى أرضية المنخفض فى معظم مساحتها التى تبلغ 5800 كم2 السبخة ، وتتكون من خليط من الرمال والأملاح والمياه ، أثبت بول أنها ليست نتيجة لتسرب مياه البحر عبر الشقوق الأرضية ، بل هى نتيجة لتسرب المياه الجوفية التى تتسرب إلى أرضية المنخفض مذيبة فى طريقها أملاح الصخور التى تمر بها .

نبذة مناخية وفنية

أجريت بحوثا مستفيضة على المنطقة وبحوثا مقارنة لمناطق أخرى مثل منطقة بحيرة قارون بمنخفض الفيوم وبعض تكوينات أخرى مماثلة بأماكن مختلفة بالعالم لحساب معدل البخر المتوقع لمياه بحيرة المنخض ، باعتبار ذلك عاملا هاما فى أساسيات تصميم أى نظام مائى شمسى لتوليد الكهرباء، وكانت نتيجة حساباته أن معدل البخر عند كل منسوب افتراضى مقترح لسطح البحيرة طبقا لما سبق الإشارة إليه سوف يكون فى المتوسط 4.3 مم يوميا.

وبعد وضع تفصيلا لكل نتائج معدلات تساقط الأمطار وتسرب المياه الأرضية للبحيرة ومعدلات البخر، وتحديد معدلات تدفق مياه البحر إلى البحيرة أن البحيرة سوف تصل إلى درجة التشبع بالأملاح بعد 980 سنة.

واقترح وقتها مشروعا تكميليا لتوليد الكهرباء بنظام الضخ والتخزين لتوليد 4000 ميجاوات من خزان مرتفع طبقا لطبوغرافية المنطقة لكى يعمل مع النظام الأساسى لتوليد الكهرباء أوقات ذروة الأحمال على الشبكة الكهربائية بالدلتا.

وأنهيت الدراسة بتوقع منافع كثيرة بمنطقة مشروع المنخفض غير توليد الكهرباء ، من بينها إمكان إنشاء صناعة الاملاح القائمة على عدد من الملاحات .

وكان الاختيار الأمثل الذى ثبتت جدواه الفنية هو إختيار المنسوب – 60 لسطح البحيرة كأعلى سطح تشغيلى للبحيرة بمساحة 1200 كم2 تبعا لذلك ، وفى هذه الحالة سوف تنقص كمية مياه البحيرة سنويا نتيجة البخر 19000 مليون متر مكعب .

التكملة فى المقال القادم
ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق