
فرعون الخروج
أهو رمسيس الثانى أم لا
فى البداية أود الإشادة والإعجاب بالداعية عمر خالد الذى أتسم أسلوبه بالبساطة البعيد عن السطحية , و خطابه الموجه بشكل مباشر والغير مباشر, وقدرته على إجتذاب كل فئات الجمهور بل إنه أمتد ليشمل الإخوة المسيحين , وقدرته على شحذ الهمم ,و موهبته فى ربط لغة الجسد بالكلمات والجمل المرسلة أو المستقبلة, وإجادته للغة الشعور و التواصل الوجدانى , ولا نغفل سنه و هيئته الأقرب للشباب .
ونحن نعتبره بأنه الأب الروحى لإعادة روح العمل التطوعى من جديد .
إن إحتفاظه بالبعد عن الإختلافات فى الفتوى وعدم تحدثه بشكل معمق فى القواعد الفقهيه جعله محتفظ بالحضور لدى الجمهور خاصة الشباب .
إن الغلط والمقاومة الشرسة التى قادتها القيادة السياسية الأمنية العليا لمنع برنامج- قصص القرآن - سواء على القنوات المصرية أو الغير مصرية ليست بمستغربة
ورغم ذلك فإنه بث فى الوقت المحدد له فى رمضان وقلبت المزاعم الأمنية الأخرى , وإن كان يدل على شىء فهو الهاجس الأمنى وخوف القيادة السياسية العليا من أى شىء ينغص عليها الهدوء وسلبية المجتمع .
ولسنا هنا بصدد إلقاء الضوء على النقد الازع الموجه له من قبل علمائنا ومشايخنا الكبار ولكننا بصدد نقد نقطة خطيرة ببرنامج قصص القران .
أتى البرنامج بنظرة ثاقبة محللة اتجاه أحداث قصة موسى وربطها بواقع حياتنا , وذلك الأسلوب الرائع فى عرض الحكم والأكثر منها هو إستخراج تلك الحكم والعبر ولكن لم يسلم من السقطات التاريخية ومغالطات أحطت من حياده الثقافى وتشويه لقائد ربما يكون مظلوم من تلك الإفترءات .
لقد خرج الداعية بدور المؤرخ الجازم بقضية جدال ربما تصبح أزلية بين الرافض والمؤيد لكون رمسيس الثانى هو فرعون الخروج أم لا .
إن الذين ينفون هذه العلاقة هى أغلب الجامعات الأجنبية المحترمة والباحثين المحايدين وكثير من علمائنا المصريين بينما يقف فى صف المؤيد هى المؤسسة الصهيونية بكل ما تمتلكه من شركاء على كافة المستويات وسطوتها الإعلامية وقدرتها الإقتصادية فى الترويج لكل ما يهدم نموذج أو قدوة يمكن أن تحتذى بها الشعوب ولا سيما الإسلامية والعربية , شأنهم فى ذلك الآلية الدعائية للنظام النازىوهى إكذب إكذب حتى يصدقوا , فلقد لطخت يداهم سيرة عثمان بن عفان رضى الله عنه وهارون الرشيد و المأمون وغيرهم الكثير وللأسف جرى ورائهم بعض مثقفينا وإعلاميننا الغير مستقلين فكريا المرويين بمجارى الغرب خاصة المستشرقين واليهود .
فالثابت من الأمر أن دراسة الأشعة الطبية المختلفة وغيرها للممياء الحالية أثبتت أن رمسيس الثانى لم يمت من الغرق عكس ما صرحه الداعية فى البرنامج , كما أنه كان يعانى من كبر السن الذى يقول المؤرخين أنه زاد عن 90 عاما و تصلب وتشوه فى المفاصل نتيجة لمرض الروماتيزم .
كما أن الانجيل والتوارة مثبت لديها أن موسى واكب فرعونين أحدها قام بتربيته والثانى هو فرعون الخروج .كما أنه لم يدعى الألوهية بدليل تسمية الفرق الأربع الكبرى للجيش بأربع أسماء للألهة فى تلك الأونة .
والمرشح الأكثر هو مرنبتاح والله أعلم
فعليه بضرورة الإعتذار على الملأ عن تلك السهوة وتصحيح المسار وتوضيح أنه محل خلاف, ومع هذا الخطأ الفادح الذى وقع فيه الداعية عمرو فيجب علينا إفتراض حسن النية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق