2009-09-23

رؤى إجتماعية (5) لغة التوازن أ

لغة التوازن

مصطلح جديد أرجو إدخاله ضمن الإصلاحيات الجديدة المرتقبة ,ذلك المصطلح الذى فكرت فيه حتى خرجت به إثر حوار مع والدتى ليكون نبراسا لدعوة وسلوك حياة لمجتمعنا المسلم ولسائر المجتمعات الإنسانية .
وحتى لا يتبادر إلى ذهن القارىء بأنى أهاجم الدعاة فوالله ما هذا قصدى وربى يعلم صدق نيتى إن أريد الإصلاح إلا ما استطعت , وأيضا لا يعنى تخبط الداعى بأن هذا ينم على فساده فلا والله فإنى ٌقريب من بعضهم وأعلم نيتهم الخالصة فى خدمة الدين ثم الوطن ولكن معظمهم يتحركون دون تروى و بصيرة , ندعو إلى الإلتزام بالنص الصحيح الصريح والتشريعات الملزمة والله أعطانا فرصه للتأمل والتدبر فى إيات كثيرة فى القرآن الكريم وأن نقرأ الكتب لفقهائنا وبلا قولبة بل بإمعان و تفحيص وليكن هذا على يد علماءنا فى الدين ونشرك ديننا فى أمور دنيانا .

المشكلة تكمن فى أن الدعوة الدينية تخضع لنفسية مرسلها وأغلبهم من المتشائمين مضمحلى الثقافة العامة للأسف, أضف لما يرون من التردى الأخلاقى فى المجتمع فإنهم يركزون وبشكل مستميت على الأخرة وهويلات ما سنرى فى القبر وعذاب جهنم ,بل ويبالغ فى سرد قصص السلف الصالح الذى لم يكن بحال من الأحوال كله صالح , ويأتون بنماذج أبعد ما يكون عن فكر التنوير والتجديد , نماذج هربت من فتن الدنيا لتقبع فى جحور صنوعها فى حياتهم الدنيا بأنفسهم قبل موتهم ,يستشهدون بنماذج تعجيزية فى العبادات فتجد أنك بعيد كل البعد فتأتى مردود الدعوة عليك بالسلب , دعوة منفصلة عن واقعنا الحالى ,ثم يتباكى بعضهم على ضعف الأمة هم يناقضون أنفسهم , فلا مانع من التذكرة لأننا بشر ولكن دون مبالغة أو تايئيس من رحمة الله ,وها أنت ترى دعوة عامة تتبناها جهة دعوية لتوجيه أعمال الخير لبناء القبور فلا مانع لكن بدون تركيز حتى لا تأتى بنتيجة عكسية .
فكيف لأمة تطمح للمستقبل وهى تكرس مفهومها عن الحياة ببناء قبورهم بأيدهم بدعوى التقوى والورع , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كان الأجدر بتلك الجماعة العريقة أن ترتب أولوياتها حسب مصير هذا الوطن لا على حسب أولويات القائمين عليها ولأوضح لما لا يجعلون فى أولوية أجندتهم هى محو الامية لما لهم من أنتشار قوى واسع , ولما يملكون من تاثير بليغ للكلمة التى التى يرسلوها للعامة بل إن مشروع كهذا سيسحب البساط من جماعات أخرى غير مرغوبة فيها.
وللأسف كثير من الدعاة لم يتلقوا تعليما محترما - وطبعا لكل قاعدة شواذ - فمنهم من يقرأ10 كتب فى الدين أو أكثر ويتشكل بمظهر السنى ويخرج على الناس ليخاطبهم والكارثة أن المجتمع ينظر إليهم بقدسية فهم يقولون قال الله وقال الرسول وتأتى الفتاوى المتداخلة لتربك حياة الناس أكثر بل تجعلهم فى هوس ولا أدل على ذلك عندما تسمع أسئلة من قبيل ضياع الأولويات مثلا سؤال طالبا للفتوى عن هل يجوز لبس القميس بأزرر أم لا , هل يجوز التسليم باليد على غير المسلم الخ ,ولا حول ولا قوة الا بالله .

لمزيد من القراءة نرجو قراءة المقال التالى

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
    التشدد ليس من دين الله وليس هو دين الله
    قال تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر.)ولم يقل ردوه للمتساهل وأما المتشددون فلا اعتبار لهم والمقياس إنما هو كتاب الله تعالى وسنة محمد صلى الله عليه وسلم
    قال صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما ان تمسكتم به فلن تضلوا بعدي ابدا ، كتاب الله وسنتي).

    تتعرض المجتمعات العربية في الوقت الحاضر لبروز ظاهرة التشدد الديني في التعامل مع الذات، أو مع الآخرين، أو حتى في النظر إلى العلاقات الإنسانية مع الجنس الآخر. ومسألة القسوة مع الذات أو تفسير المصطلحات الدينية بشكل ضيّق، تعدّ مسألة نفسية في المقام الأول. وربما كانت هناك نظريات متعددة لتفسير هذه الظاهرة، فبعض المحللين يرون أن مثل هذه التشدد ما هو إلا رد فعل نفسي نحو ظاهرة العولمة التي اكتسحت المجتمعات المعاصرة. فأصبح الأفراد يرون أن قيمهم الخاصة قد أصبحت مهددة، أو أن القيم الوافدة قد حلّت محل بعض هذه القيم الأصيلة، مما يدفعهم إلى التشبث بتلك القيم الاجتماعية، وبشكل أعمى في بعض الأحيان.
    وكلما زادت الضغوط الأجنبية على المجتمعات العربية، سواءً كانت ضغوطاً ثقافية أم سياسية أم عسكرية، كلما زاد جنوح الأفراد نحو التشبث بقيم يعرفونها عن كثب ويخشون زوالها.
    وامتداداً لذلك ترى النظرية الأخرى أن المجتمعات العربية التي كانت مجتمعات منفتحة لفترة طويلة من الزمن، تحاول التشبث بقيمها الاجتماعية في وقت تحولت فيه أطر العولمة من أطر ثقافية إلى أطر سياسية وعسكرية، وزالت مفاهيم قديمة ذات صلة باستقلال البلاد العربية وسيادتها وغير ذلك مما كان من الثوابت الأساسية. فكرد فعل لمثل هذه الاجتياحات، تحاول الجماعة البشرية التمسك بقيمها الأساسية بشكل يميل إلى التصلب والانغلاق في بعض الأحيان.

    ردحذف
  2. بسم الله و الصلاة على رسول الله و بعد:
    قال تعالى : "و ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"...
    فاساس خلق الناس كما اراد خالقهم هو العبادة له وحده بشتى انواعها على مراد الله ,و ان كنت تستعجب اخي الحبيب من كثرة كلام الدعاة الربانين عن الموت فهذهكانت وصية النبي عندما قال "اكثرو من ذكر هادم اللذات "وهو الموت وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها )) [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
    واذا كنا نرى اكثر كلام الدعاة في هذا الباب فذلك يعود الى كثرة ما يروه من بعد عن منهج الله و انتشار الرذيلة بين افراد المجتمع و كما قال بعض السلف نحن الى قليل من الادب احوج الينا من كثير من العلم فلا نريد ان يصبح مجتمعنا منفدما علميا و يعاني من الانحلال الخلقي كما هو الحاصل في مجتمعات الغرب , و انصحك اخي الحبيب ان تتوخى الحذر بل اشد الحذر عندما تتكلم عن هؤلاءالدعاة فربما يكون بينهم من لو اقسم على الله لابر قسمه ,ولو كان بذهنك اخي الحبيب فكرة للجمع بين العلم والدين فهذه قد تكون فكرة جيدة على المستوى النظري و لكن يصعب تطبيقها عمليا و ذلك انك ترى كم من الناس يدعون الى الله و الى ترك معصيته سبحانه و تعالى .

    ردحذف