وإذا دافعت عن وجهة نظرك رشقت من أعينهم بسهام الضلال بل من يبادر و ينصحك للعدول عن فكرك ودعوة الله لطلب الهداية وأن يريك الطريق الصحيح وذلك لما يكن لى من أحترام أو حب أو خوفا من ضلال لمسلم يافع ,ولكى أجيب وأنهى هذه المسألة الشائكة فليس لدينا أدنى مانع بالإستعانة الغير مشروطة وشريطة أن يكون لدى نظام واضح ويأتون ويعملون ويبدعون بما يتفق مع ذلك النظام الذى لا يتعارض مع الشرع وأن تكون القيادة العليا للنظام فى أيدى مسلمين لضمان الإلتزام واستمرارية النظام.
لما نتكلم بلغة الإنغلاق قبل لغة الانفتاح وستدرك ذلك إذا قارنت محاضرات لشيخ قبل وبعد خروجه للعالم الخارجى ,لما نتكلم بلغة التكفير قبل لغة التسامح لما ولما .....
لماذا نثير قضايا الإختلاف بين الفقهاء والعلماء على العامة فما الذى سأستفيد مثلا عندما أخبر أن الصيام هى عبادة هدفها التقوى والطرف الأخر يهاجم الفكرة ويقال ان الهدف الرئيسى هى إمتثال لعبادة فرضها الله عليك فنزيد من حيرة وارباك العقول ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لماذا نسفه من نماذج مشرقة دراسناها على أنها مثل عليا وأبطال وطنيين ليأتى بعض المشايخ وتقلب كل ما تعلمناه فى الاثنى عشر عاما المنقضية من حياتك فى التعليم الأساسى ,إنهم لا يدركون ما يحدثون من خراب لأنفس الشباب وتفريغهم من مبدأ الثقة فى أى شىء فمثلأ يخرج شيخا جليلا وأحترمه وصاحب علم غزير ليذكر من مسأوى سعد زغلول بانه كان رمزا على تحرر المرأة من الحجاب ويبرهن على ذلك وأن ميدان التحرير لم يسمى من أجل تحرير مصر من الإستعمار وإنما من تحرير خضوع المرأة للعادات والتقاليد الريفية إنه للأسف عارض قول النبى صلى الله عليه وسلم "أذكروا محاسن موتاكم " والأمثلة كثيرة وأتذكر ذلك اليوم كم ألمنى ما سمعت لمدة تزيد عن الشهرين وخاصة أنى قبل تلك المحاضرة كنت قد قرأت مقتتفات من تضحيات سعد زغلول العظيمة التى ندين بها له وقمت بزيارة متحفه فأصدمت- بتصريح ذلك الشيخ سامحه الله- , بالرغم من رشد عقلى وقتها ولا حول ولا قوة الا بالله ,وتعلمت وقتها درسا مهما لا تضع البشر فى أماكن فوق النقد مهما كانت أعمالهم الجليلة ولا نثتثنى إلا الأنبياء والرسل كما تعلمت أن أسمع لمن ينتقد الآخر دون تهويل أو تهوين وأتحرى سلامة النقد والحمد لله على كل شىء .
الحل يتلخص بلغة التوازن والمرجع هو القرآن الكريم يليها السنة النبوية وأنا جلست طويلا وأتخيل الإمام هذا القرن الذى سيأتى ليجدد إيمانها فهو لن يأتى بدين جديد ولكن الإسلوب الدعوى سيختلف - لعله يكون ابنى أو من قريب أو بعيد فأشارك فى صناعته وأنال الأجر- وجدت أن أحد مميزاته هو قدرة عظيمة سيودعها الله فيه بفهمه العميق لعناصر الخطاب الدينى والعلاقات التناسبية لتلك العناصر فى القرآن الكريم فمثلا يتوازن فى خطابه بين أمور الدنيا و الأخرة بالنسبة التخاطبيه لها فى القرآن الكريم و سيركز أيضا على ما يضيف لرصيد الأمة من التقدم العلمى والثقافى والإنفتاح على الخارج بضوابط الشرع والدعوة القائمة على أسس متينة للإقتصاد الإسلامى وهكذا .
وأقول حتى لا تخرج الصورة سلبية عن الدعوة الحالية فهى فى طور الطفولة الذى يتسم بالعشوائية و عدم وجود آلية محددة للدعوة الصحيحة ويبلغ عدد الدعويين فى العالم الاسلامى على أفضل التقديرات ما يقارب 65.3 ألف وأغلبهم يندرجوا تحت المجهودات الفردية ذات النطاق المحلى فى المقابل فإن هناك ما يقارب مليون مبشر للمسيحية ويعملون بحرفية بالغة وبتنظيم أبلغ وينظمون مع كل الجهات الحكومية والغير حكومية , بإختصار هى فى بداية سلم الإعداد ,فلا تؤتى الثمار قبل نضجها ولا تنتظر من صغيرك أن يقود بلدا .
وعلينا نحن كمجتمع أن نكفل لهم الحياة الكريمة ليتفرغوا فى تحصيل العلوم المختلفة و لتكن من أولويات عملية الإصلاح والتطوير والله الموفق .
وأقول إن كان هناك خطأ فمن نفسى وإن كان هناك توفيقا فمن الله عز وجل .
والمحاولات التي تبذل في الوقت الحاضر لكبح حمى التطرف والتشدد محاولات ضرورية. فالتشدد يقود إلى تحمل الأفراد والمجتمعات أحمالاً لا قبل لهم بها. وهو لاشك يقود إلى ردود أفعال معاكسة، فكم من أسرة متشددة، فقدت أبناءها إلى الانفلات الأخلاقي والاجتماعي, وكم من مجتمع ظهرت فيه بوادر الاستقطاب الاجتماعي والسياسي نتيجة جنوح فئة قليلة منه إلى إقصاء الآخر.
ردحذفوالمحزن أن الجماعات البشرية التي تفقد توازنها السياسي والاجتماعي في فترة تاريخية معينة، تلجأ إلى بعض هذه الأفكار المتشددة كوسيلة خاطئة للدفاع عن الذات وعن القيم.
المجتمعات العربية تعيش حالة من عدم التوازن النفسي والوجداني، ونتيجة لذلك تبرز هذه الظواهر المتطرفة التي تحاول وإن بشكل خاطئ إعادة التوازن النفسي والاجتماعي القديم. ولكن التطرف يخلق تطرفات مقابلة مما قد يقود إلى استقطاب اجتماعي وسياسي، وبزوغ مرحلة من عدم الاستقرار.
والتشدد الديني ليس سوى ظاهرة غير حميدة وشكل من أشكال الأمراض الاجتماعية التي يجب أن تتصدى لها المجتمعات العربية، حتى يعود لهذه المجتمعات توازنها الطبيعي كي تواصل مسيرتها نحو التقدم
,وفي الختام أعود واقول : ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
وجزاكم الله خيرا عظيما
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
ردحذفبعد قراءتي لما تطرقت اليه اخي في موضوع _رؤى اجتماعية (5)لغة التوازن انتاب الى ذهني ما جاء في احد خطب ملك المغرب المرجو قراءته:
(1)
حضرات السيدات والسادة العلماء الأفاضل، يطيب لنا أن نرأس افتتاح أعمال هذه الدورة للمجلس العلمي الأعلى، بعد استكمال إرساء الصرح المؤسسي للحقل الديني، من مجالس علمية وأجهزة وتنظيمات مركزية وجهوية ومحلية، وتمكينها من الوسائل الكفيلة بإنجاح مهامها، قياما من جلالتنا بالأمانة التي نتقلدها كأمير للمؤمنين، في السهر على صيانة الملة والدين.
وقد أبينا إلا أن نشرك في هذا اللقاء، علاوة على أعضاء المجالس العلمية، الأعلى منها والمحلية، نخبة من العالمات والعلماء الأفاضل، اعتبارا منا لإسهامهم الفاعل في النهوض بالدور المنوط بها، تأطيرا وتوجيها، وإرشادا وتنويرا، مع الإصغاء عن قرب، للمواطنين في مشاغلهم الدينية، ولاسيما الشباب منهم.
وتفعيلا لتوجيهاتنا السامية، بشأن تحديد مرجعية الفتوى، التي هي منوطة بإمارة المؤمنين، أحدثنا هيئة علمية داخل المجلس العلمي الأعلى، لاقتراح الفتاوى على جلالتنا، وفيما يتعلق بالنوازل، التي تتطلب الحكم الشرعي المناسب لها، قطعا لدابر الفتنة والبلبلة في الشؤون الدينية، وإننا لننتظر منكم، أن تجعلوا من هيئة الفتوى، آلية لتفعيل الاجتهاد الديني، الذي تميز به المغرب على مر العصور، في اعتماده على أصول المذهب المالكي، ولاسيما قاعدة المصالح المرسلة، وقيامه على المزاوجة الخلاقة، بين الأنظار الفقهية والخبرة الميدانية.
وبذلكم نقوم بتحصين الفتوى، التي هي أحد مقومات الشأن الديني، بجعلها عملا مؤسسيا، واجتهادا جماعيا، لا مجال فيه لأدعياء المعرفة بالدين، ولتطاول السفهاء والمشعوذين، ولا للمزاعم الافترائية الفردية.
وفي هذا السياق، قررنا أن تكون فاتحة أعمال المجلس العلمي الأعلى تكليفه، طبقا لما يراه من رأي فقهي متنور، بتوعية الناس بأصول المذهب المالكي، ولاسيما في تميزه بالعمل بقاعدة المصالح المرسلة، التي اعتمدتها المملكة المغربية، على الدوام، لمواكبة المتغيرات في مختلف مناحي الحياة العامة والخاصة، من خلال الاجتهادات المتنورة،لأسلافنا الميامين ولعلمائنا المتقدمين. وهو الأصل الذي تقوم عليه سائر الأحكام الشرعية والقانونية المنسجمة والمتكاملة، التي تسنها الدولة بقيادتنا، كملك وأمير للمؤمنين، في تجاوب مع مستجدات العصر، والتزام بمراعاة المصالح، ودرء المفاسد، وصيانة الحقوق، وأداء الواجبات.
كما نكلف اللجنة الدائمة لإحياء التراث، بالعمل على تحقيق كتاب "الموطإ"، لإمامنا مالك بن أنس، رضي الله عنه، تحقيقا علميا متقنا، يليق بموضوعه، وبالمكانة التي يحظى بها لدى المغاربة، وإننا لننتظر من هذه اللجنة استدراك ما فات طبعاته السابقة، وذلك بالرجوع إلى مخطوطاته المغربية الفريدة، ليطبع في حلة وطنية أصيلة، جديرة بالمغرب، كمنارة مشعة للفقه المالكي.
وإذ نؤكد عزمنا على المضي قدما في إصلاح الشأن الديني، الذي قطع خطوات هامة، باعتباره أحد أركان مشروعنا المجتمعي، فإننا ندعوكم وكافة العلماء المستنيرين، رجالا ونساء على حد سواء، إلى النهوض بالمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقكم، والانخراط في حركة الإصلاح الشامل الذي نقوده.
وإننا لنعول عليكم في الإسهام الفاعل، لتجسيد المواطنة الإيجابية، بالاجتهاد المنفتح على التطور والتقدم، مع الحفاظ على ثوابت هويتنا المتميزة، والإجماع الراسخ على مقدسات الأمة، من عقيدة وسطية، وملكية ديمقراطية، ووحدة ترابية، التي نحن بالبيعة الشرعية عليها مؤتمنون، وبسيادة الدستور وقوة القانون لها ضامنون، وعلى حرمتها ساهرون، سائلين الله تعالى أن يجعل التوفيق والسداد حليفكم.