2009-11-21

الرياضة الكروية والحس الإجتماعى 1.3


الرياضة الكروية والحس الإجتماعى

إن ما حدث فى مصر والموجة العارمة لتشجيع المنتخب المصرى قبيل المباراة بإستاذ القاهرة والفرحة الغامرة التى أعقبت الفوز , لهو أشد دليل على ضياع مبدأ الأولويات .
ولا يمكن أن يمر ذلك الحدث دون رصد لجذور الشخصية المصرية
والتطورات التى طرأت عليها :
- ظاهرة صحية :
فما حدث يمثل دليل على قدرة الشعب - الكادح والذى ضاق به الفقر من الفساد المستشرى فى كل مكان – من أن يفرح وبالتالى فهى نقطة إيجابية للغاية ومؤشرا على قدرة المجتمع على تعافيه إذا ما أرادت القيادة أن تبنى الحضارة الحديثة لمصر .
- الإستجابة للإعلام :
حجم الإستجابة الجماهيرية للتصعيد الإعلامى من حيث دعم المنتخب كان عجيبا , وهذا يلقى الضوء على نقطة ربما تكون مخفية ألا وهى حاجت المجتمع للشعور بوطنيته المفتقدة , كما أن ذلك يعطينا بعض المفاتيح عن كيفية توجيه المجتمع من خلال الإعلام .
- الحنين نحو الوطنية المصرية :
وهذه سمة مصرية من ألآف السنين فالمصرى يرتبط بأرضه ويأبى الترحال إلا تحت ظروف قاسية يستحيل معها العيش , وعندما أتت الفرصة خرج الشباب الأكثر تضررا لشراء الأعلام المصرية ربما بأخر مال يمتلكه وظل يهتف بإسم مصر وترديد النشيد الوطنى بحرقة وإنفعال والذى ما إن تسمعه حتى تسرى فى نفسك قشعريرة وتحزن للمرارة التى تكمن وراء تلك الجماهير الهاتفة .
- الإندفاع العاطفى :
وهذا يبرهن على ما كتبته فى مقال على المدونة تحت عنوان " شعب أسير عاطفته " , وبالتالى فهو يبرهن على تجذر تلك الخاصية فى الشخصية المصرية ومنها ينطلق التفكير حول كيفية توظيف تلك السمة لصالح الوطن .
- تحرك غير مقيد :
التوجه نحو التشجيع الرياضى للشعب هو نتيجة لسياسة إنتهجتها بعض الرموز لإلهاء المجتمع عن قضاياه الرئيسية وعن فساد بعض تلك الرموز , كما أن تشجيعه سيكون متوافقا مع مزاج القيادات الأمنية , ومنها فإن الخروج المصرى الغير مسبوق للشارع تعبير ضمنى عن السجن الذى يعيشه ولكن النتيجة للأسف هو ضياع مبدأ الأولويات وهو عامل يمكن تداركه فى الوقت الراهن قبل فوات الآوان.
- إختلاف الأراء :
فسترى كبار السن والذين لا يشجعون مثل ذلك التوجه وتلك الفرحة وكأننا حررنا الأراضى المسلمة أو غيرها من الأولويات المرماة على عاتق المسلمين .
أما عن العقلاء فسترى ذلك الحزن من إحتواء الوطنية فى مبارة قدم وأن تكون الفرحة الوطنية مختزلة فى أقدام 11 من لاعبى الكرة , بل أن الاعبين هم رموز مصر على حساب المثقفين والكوادر والعلماء , وهو ما سيلقى بظلاله السيئة التى بتنا نلامسها من أن الأجيال الصاعدة تنام وتصحى على حلم كونه لاعب كرة مشهور .

غير أن ما أثير إنتباهى هو فكر مهندسى تسويق السيد جمال مبارك سواء إتفقنا معه أم لم نتفق معه , فقد تم ربط الأستاذ جمال بالفوز وعندما خسر الفريق تم سحب جمال إسما وصورة من كل وسائل الإعلام , بينما خرج أخيه علاء ليتكلم بشكل غير رسمى نيابة عن الرئاسة وليرفع الحرج عنهاوإن كان يدل على شىء فهو تصاعد أولوية البحث عن دعم جماهيرى شعبى , أى أنه دليل ضمنى على تصاعد دور المجتمع المدنى .

ولا يبقى سوى أن تتحول تلك الروح والتوحد إلى الإقتصادوالعلم والدين , وأنا متفائل كثيرا إن شاء الله لابد من الخير انه قادم إنه قادم إنه قادم .

هناك تعليقان (2):

  1. i swear that your opinions and views are the best i read all days ago.in all press
    please try to contact the newspaper
    plz try
    but i think football will never build our home but real investments

    ردحذف
  2. كجهود كويس
    لكن الحالم لا يغير من الواقع وعاوزك تكون واقعى
    وربنا بوفقك
    نصيف تونى

    ردحذف