
إنسان أودع داخل شاب الكثير
ذاك الشاب الذى لم يتمالك دموعه بينما هو يطالع أحد الجرائد المستقلة , تفاجأ لخبر وفاة الأستاذ والعالم والمعلم والإنسان والأخ والصديق الدكتور مصطفى محمود ...
أدمع الشاب وهو يندم على تأخير فكرة زيارة ذلك الرجل العظيم فى المستشفى أثناء صراعه الطويل مع المرض , كى يقبل يديه ويخبره بأن رسالته وصلت للعقول والقلوب , ويقول له جزاك الله عنا خيرا وأبدلك الدنيا البغيضة بالجنان العظيمة منعم برؤية الرحمن مستأنسا بالحبيب صلى الله عليه وسلم .
ذلك الشاب الذى بكى لما أحس وقتها أن الأخيار يلقون ربهم ويتركون أوطانهم , بينما الأشرار والمنافقين وأصحاب المصالح يجتمعون ويتولون زمام الأمور , والأمل مازال موثوقا بالله وبوعد نبيه ونحن مؤمنين نظن بالله خير الظنون وهذا عهدنا به .
ذاك الشاب الذى لم يدمع لوفاة أحد خارج عائلته – اللهم إلا لوفاة بغداد العاصمة وضياع الأقصى ووفاة الشيخ محمد الشعراوى - فبكى لتلك الشامخة , فلقد أثر ذلك الإنسان العظيم فى ذلك الشاب حتى جعله يعشق - منذ بكارة عقله ابن 7 سنوات -علوم الحشرات والنبات وعلوم البحار والمياه والكون وغيرها من العلوم .
ذلك الشاب الذى لم ينسى قراءته لكتبه- التى إختلف معها أحيانا- التى منعته من أحد المراجعات قبل إمتحان أولى ثانوى, تذكر أنه بعد قراءته لأحد كتب الفقيد العزيز خرج للحديقة الخارجية للمنزل مستشعرا بانه أصبح فيلسوف زمانه وسهر الليل حتى أذان الفجر وهو يحلم فى كافة الإتجاهات, تذكر أن الفقيد أتاه فى حلم بينما لم يتعدى 18 عاما وهو يبتسم إليه.
بل هو من أودع فيه حب النقد والشك المبنى والمنظم للوصول إلى اليقين , ذلك الوجه الذى رسم فى مخيلته كأحد الرموز بل وكأحد المرشحين الرئيسيين للقدوة المثالية وليكن فى جانب ربط الدين بالعلم , تذكر أنه كلما سئل الشاب عن قدوته لم يبادر بقول اسم مصطفى محمود فقد أراد أن يظل قدوة لا يعلمها إلا الله , كجسر حب خفى لا يعلمه إلا الله .
ذلك الشاب الذى ربما تعارض معه فى بعض الأفكار الخاصة بالدكتور خاصة تلك التى علق عليها علماء الدين , إلا أن ما قام به لا يقل عما قدمه - ابن العربى - حتى ولو لم نتفق معه , بل صنفه هذا الشاب على أنه الفيلسوف المؤمن الأجدر فى القرون الثلاثة الماضية .
إستلهم الشاب الإجابة الشافيه حكمة الله عز وجل من عدم تمكنه من تحقيق تقدير الإمتياز فى سنوات الدراسة الطبية الست برغم إستحقاقه وكانت الإجابة مستوحاة من مرض الدكتور مصطفى وهو فى السنة الثالثة للدراسة الطبية وأضطر على أثرها للقعود فى المستشفى سنتين كاملتين وقد أهلته تلك الفترة بأن يبحر فى القراءة وفى أعلام الأمم والديانات المختلفة وغيرها وعندما عاد للطب أصبح رجلا جديدا , ينطبق بشكل أو بأخر على ذلك الشاب فقد استنتج أنه لو حقق الأمتياز ما فكر الشاب فى غير الطب والسنوات القادمة إن أطال الله عمره سوف تنكشف الحكمة بشكل أوسع .
السلام عليكم
ردحذفكم إسلوبك مؤثر ابكيتنى على ذلك الشخص العظيم
كم أنت هايل وانت تعبر عن عواطفك بكل إخلاص من القلب للقلب
أثلج الله قلبك وأقول لك شىء هام للغاية بوادر حفظ الجميل للذلك الرجل الكريم بدأت تظهر
موفق بإذن الله