
العلاقة بين مصر و السودان هى علاقة الأم بأبنها أو علاقة الأخ الأكبر بأخيه على مر التاريخ , ولم يكن السودان فى أفضل حال إلا عندما كان فى حضن مصر , إقرؤا التاريخ منذ عهد ما قبل الأسرات والذى توج فى عصرالأسرة الفرعونية الثالثة حتى العصر الحديث أى النصف الأول من القرن الماضى .
بل يمكن القول أن جنوب مصر والنصف الشمالى للسودان يرتبطان بالنسب والعرق الواحد خاصة مع خاصية الترحال لقبائل البدو العربية .
إلا أنى بصدد رصد وتحيليل السلوك السودانى الأخير , فالأجيال كبيرة السن ترتبط بمصر نفسيا ووجدانا بشكل ليس له مثيل , بل يمكن القول أن مكانة مصر فى قلب وعقل المواطن السودانى كبير السن لا يضاهيه أحد أخر , وبالتالى فإن أكثر البلدان إرتباطا بمصر هى السودان وستستعجبون حينما أقول أن أوغندا و كينيا وأثيوبيا و موريتانيا هى التى تلى السودان فى إرتباطها النفسى فى مصر ولى أدلة ولكنى لست هنا بصدد توضيحها.
ولكن هناك تغييرات تطرأ على الأجيال الصاعدة والتى يجب وضعها فى حسبان وعقل القيادة المصرية العليا قبل فوات الأوان .
فالأجيال الصاعدة حدث داخلها صراع بين الموروث الثقافى عن حب مصر وبما تحدثهم بها جيناتهم وبين الواقع الأليم الذى يسوق له عن طريق الإعلام وأحداث الواقع .
وبالتالى فإن الجمهور السودانى وقع بين اللوم الموجه لمصر لمكانتها التى تخلت عنها وبين ما يجب من دعم مصر فى أى مناسبة , إلا أن كبار السن حسموا الأمر لمساندة مصر إنتصارا للتاريخ والوجدان , أما الشباب فتشرذم بين اللوم و عدم أخذ القرار , ولكى أوضحه فأحيانا نرى الأبن يعارض أبيه بل أحيانا يحب ما يكره أبوه و يكره ما يحب أباوه إلا أن ذلك لا ينم عن كراهية بل للتضايق , وهذا المثال ليس لترتيب المقامات وإنما لتوضيح الشعور المسيطر على الجانب السودانى والذى أراه أنا شخصيا أنه محق فيه .
فمصر فقدت وللأسف مصداقيتها النقية خاصة بعد إتفاقية كامب ديفيد , وتضائل دور مصر الإقليمى خاصة بعد دخولها فى متاهة الصهيونية العالمية .
إلا أن هناك العديد من الأسباب الأخرى الوجيه منها :
- توجه الحكومة المصرية والنخبة المثقفة إتجاه الغرب .
- إستبدال الأولوية للتحرك المصري الثقافى والدينى والمادى والدبلوماسى من إفريقيا إلى الدول المتقدمة أو الإقتصاديات الصاعدة مما خلق فراغ كبير إستغلته بعض الدول والجماعات المعادية للإختراق والعمل على إنحصار الدور المصرى خاصة المستقبلى وبالتالى تفقد مصر مزيدا من الأوراق التى تلعب من خلالها فى تحقيق المصلحة العربية العليا وجعل مصر منكفأة على نفسها مما يرمى بأى أمآل مستقبلية لوجود إمبراطورية مصرية .
- تصوير مصر بأنها لا تسعى إلا لخدمة مصالحها الذاتية , بل تمثل الإستعمار الجديد خاصة لدول شرق أفريقيا .
- إختفاء الدور المصرى العسكرى والقومى من حيث دعم الحكومات الموالية فى مواجهة الحركات المسلحة والدور الغربى المتصاعد للسيطرة على الموارد الأفريقية والعربية .
- عدم إرتباط الشعب المصرى بالشعوب العربية والأفريقية للدور المتدنى من جانب التعليم وتسويق الإعلام على أن تلك البلدان هى بؤر الفساد والدماء والمشاكل والأوبئة والأمراض وبالتالى فإن رد الفعل من قبل تلك الشعوب لابد من أن يكون من نفس النوع حيث التجاهل بل والكراهية فى بعض الأحيان .
وبالتالى فيجب النظر لما هو خلف السلوك البشرى وإلا فسنظل لا نتعلم من الظواهر والتى تمثل مقدمات لمشاكل عضال فى المستقبل والتى تحتم علينا التحرك من هذه اللحظة قبل التى تليها , بدلا من رد الفعل الذى لن يقدم إلا مزيدا من العار والضعف .
im surprised for your analysis for sudanise character
ردحذفi like to prove your vision as i live in Sudan for 2 years
thanks dr ahmed
hoping more progress for you
السلام عليكم
ردحذفشىء جميل وتحليل أجمل
أرجو منك الإستمرار