
عالم قدير أثبت للشاب صحة فكرته الخاصة بأن المصريين سيقودون العالم خاصة فى الفلك والجيولوجيا والطب والدين والهندسة .
تذكر الشاب جولاته فى المسجد و المستشفى الملحقة به وفى الجمعية المجاورة بحى المهندسين والتى يوجد بها التلسكوب الرائع وحلقات العلم المختلفة لعلماء مصريين يبسطون العلوم للشباب المقبل على المعرفة , أنشأه من ماله الخاص إيمانا بدوره وعلى قدر المستطاع , وأول من أدخل فكرة التنمية المستدامة فى المجتمع المدنى ببرنامج بقرة حلوب وشجرة الدعم المقدمة .
رجل جليل أتى للدنيا فى هدوء دون صخب ورحل فى صمت , وتبين جهل النخبة السياسية والمثقفين بكافة توجهاتهم بمشاركتهم الهزلية فى جنازة ذلك الفقيد العزيز - ربما خوفا من ملاحقتهم تهمة معاداة الحركة السامية- , فأقل مقومات الدبلوماسية أن تسلك طريق لقلوب العامة ولو بالرياء.
إن نعشه حمله الفقراء والعامة , و هذا خير دليل على فطنة وفطرية المواطن المصرى العادى الأصيل , لأنه غازل وتقرب للعامة على حساب الكبار, وفى نفس الوقت هو خير تقدير لأنه يأتى من القلوب الداعية بصدق للفقيد رحمة الله عليه .
الدكتور مصطفى محمود عرفه العربى والغربى والأسيوى , تفاعلت معه الجماهير بدءا من أبسط مواطن إلى الرؤساء وصفوة المجتمع خاصة مع برنامجه - العلم والإيمان – بل أن الموسيقي الخاصة ببرنامجه أصبحت مبرمجة فى عقول الناس على أنه المفكر مصطفى محمود , ذلك البرنامج الذى تم وقفه 1994 نتيجة لضغوطات صعبة من الخارج كانت البداية بإنطلاق مسلسل العمليات الجراحية للفقيد الغالى , ربما للحرقة التى إجتاحت نفسه من هول ضعف المسلمين والقيادات العربية.
ذلك الشاب الذى أدرك بفطرته - قبل أن يعى خبايا النفس البشرية حينما كان يرى الخير فى كل نفوس البشر - إخلاص ذلك الرجل ,و تفانيه فى خدمة دينه و وطنه بالرغم من الهجوم والإقصاء المتعمد له من قبل بعض التكتلات .
أخذ الشاب على نفسه عهدا إن أطال الله عمره بأن يعيد نشر كتبه العديدة التى زادت عن الثمانين وطلب من الله العون , لأنها تحمل فكر ورؤية وتنوير خاصة – رحلتى من الشك إلى اليقين , القرآن , حوار مع صديقى الملحد , الوجود والعدم , الروح والجسد – بل إنه قدم توثيقا مهما لا يقل أهمية عن الذى قدمه المفكر والكاتب العظيم عبد الوهاب المسيرى رحمة الله عليه , والحمد لله فها نحن نسمع بتعهد قناة فضائية بإعادة عشرات الحلقات من برنامجه العلم والإيمان , ونسمع بتغيير إسم الميدان والشارع المجاور للمسجد وللجمعية بإسمه , ويظل الجزاء الأوفى عند الله إنه رحيم كريم رؤوف بعباده المخلصين ونحسبه كذلك إن شاء الله.
ولد الدكتور بشبين الكوم المنوفية مصر 25/12/1921 وفى أسرة متوسطة الحال وكان والده يعمل سكرتيرا فى ديوان الغربية, وإسمه بالكامل محمود كمال مصطفى حسين , وتوفى توأمه حيث ولدا فى الشهر السابع , والتحق بالكتاب مبكرا ومن ثم الإبتدائية والتى رسب فيها لمدة 3 سنوات ولكنه لم يوبخ من قبل عائلته وكان ضعيف البنية , إلا أنه كان رومانسيا مبحر فى الخيال حالما بكونه عالما مستكشفا مخترعا مسافرا , وبدأت موهبته تظهر فى محاولاته لتكوين مادة تقتل الحشرات فى معمل صغير أنشأه بنفسه فى حجرته , وبدأ يشرح الحشرات .
دخل السيد محمود كلية الطب فى أواخر الأربعينات وتخرج 1953 ليصبح طبيب صدرية , كما ظهرت بلاغته الأدبية والتى أهلته للكتابة فى مجلة التحرير و روز اليوسف - التى كانت فى أوج مجدها قبل تصفيتها الآن- ولكن جاء قرار من الرئيس جمال عبد الناصر لينهى إزدواجية العمل للفرد الواحد وبالتالى ضحى بالطب ليمارس الكتابة والصحافة وإستكشاف العالم من خلال سفرياته الكثيرة , عندما أدرك حجم القصور والألم الذى تعترى الخدمة الصحية والمرضى , أصدر فى السيتينات مجموعة " أكل عيش " ثم " الله والإنسان " والتى جعلته فى مصب النار من قبل المشايخ والعلماء الإسلاميين والذى وصلت لتهمة الإلحاد والتى ظلت تطارده حتى أخرج سلسلة من الكتب التى تجعله فى مصاف رجال الفكر الدينى الصحيح – ويمكن القول بأنه كان يمر مرحلة من عدم الإستقرار الفكرى فى تلك الأونة والتى يمر به أى متميز أو عبقرى فى حياته لأنها مفصلية بين الروتينية و الإبداعية – إلا أنه ترك الصحافة وتفرغ للكتابة .
وفى أواخر حياته قام بالعديد من العمليات بالقلب والأوعية والمخ , إلا أنها تطورت إلى العديد من الجلطات والاتى الزمته الفراش ومنها إلى العناية بالمستشفى فى أخر ثلاث أشهر .
ولن نجد شيئا نرد به الجميل إلا بالدعاء المستمر له والعمل على دوام العمل فى أنشطته الخيرية .
ولن تنسى الناس إجابة ذلك الرجل العالم العظيم عن وظيفته " كل ما يريده خادما لقول لا إله إلا الله "
رحمة الله عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفان العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقك أيها العالم الجليل الطيب الصادق العهد الأمين
لقد كنت قدوتي وقدوة أسرتي وبالذات والدي رحمة الله عليه
كم كلمنا والدي عنك ونحن صغار
كم دعانا الى مطالعة كتبك ومقالاتك
كم شاهدنا مئات الحلقات من برنامج العلم والايمان
لقد كنت وما زلت احب التأمل في خلق الله من نبات وحيوان وغيره وأحب ان أقرا وانشر مقالات عن الاعجاز العلمي في القرآن الكريم بل وأحب الاطلاع على الافلام الوثائقية التي تتحدث عن خلق الله وما في الطبيعة من عجائب ..فيزداد ايماني وتزيد سعادتي ويتهلل لساني بذكر الله قائلة سبحان الخلاق العظيم ودائما ما أتذكر قول الله تعالى :ان في السموات والارض لآيات للمؤمنين. صدق الله العظيم
ولكن....
لله الأمر من قبل ومن بعد. فرحمة الله على رجل عظيم فقدته مصر، مات بجسده وسيبقى دوماً بعمله وعلمه قدوة للشباب من أبناء هذا الوطن. أدعو الله أن يخلفنا خيراً منه إن شاء الله......اللهم ارحمه رحمة واسعة واغفر له و أسكنه فسيح جناتك إنك انت الرحمن الرحيم العدل الذى لا يضيع عندك أجر أو ثواب.
فوالله والله والله لو جمعنا بين الايمان السليم والعلم العميق لتسيدنا العالم كله فنحن امة العلم وأول كلمة نزلت من القرءان ليست صل او صم او تصدق ولكن اقرأ فالايمان السليم مبني على العلم
والله لن نعود كما كنا حتى نقرأ ونعلم ثم نعمل بعد العلم ثم نخلص بعد ذلك العمل لله
فآيات القرءان تقول ان الذين ْامنوا وعملوا الصالحات
ونتذكر جميعا ان من عاش لنفسه مات ونسيه كل البشر ومن عاش لدينه ووطنه واهله وخاصة الفقراء والمساكين مات وترك خلفه من يبعث له حسنات الى قبره ويتذكره بعد موته ويدعوا له
وأذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ,صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
فجزاك الله عنا خيرا وجعل ما تركته لنا في ميزان حسناتك وكل انسان اثرت فيه يدعو لك من خالص قلبه وانا واحدة من ضمن ملااااين حزنوا لفراقك . ادعو الله ان يسكنك فسيح جناته . وان يرزقنا بعالم جليل مثلك يكمل مسيرة العلم والايمان ويثبت حقائق الايمان ويدعو الى الله بالعلم والايمان
والسلام على من اتبع الهدى
شكرا ايها الشـــاب فقد كتبت وعبرت عنى وعن مئات بل الالف من الشباب المصرى والعربى الذى عاش علي حلقات وعلم المعلم والاستاذ مصطفى محمود رحمة الله عليه.
ردحذفشيء عظيم أن يكون للإنسان قدوة و مثل أعلى يحتدي به,غير غافلا أنه بشرا يخطيء و يصيب فلا يعني إختلافنا معه في بعض الأراء أو التصرفات هو إنهيار هده القيمة و للأسف هدا ما يفتقده كثيرا من الشباب و ما يعانيه مجتمعنا من تحطيم الرموز لنبقى بلا هوية منتظرين رمزا لا يخطيء فكلما إلتفننا حول قدوة و كشفت لنا إحدى سلبياتها عزفنا عنها و كأننا نعتقد في تأليهها,رحم الله مصطفى محمود فقد شعرت يوم وفاته أني فقدت شخصا عزيزامن أسرتي فكم إنتظرت برنامج العلم و الإيمان مع إخوتي برغم حداثة أعمارنا و صار كأنه فردا في كل أسرة مصرية, جازاه الله عنا كل خير
ردحذفi think u express about all of our feelings in the best way .
ردحذفthabks for yr wonderful honest article