الحقيقة المؤكدة والمثبته فى الديانات و لدى موثقى التاريخ وعند دارسى علم الأجناس أنه كلما اشتدت الظلمة و غطت الأرض تلك المياه العكرة وتشبع الهواء برائحة عفن الفساد وسيطر على المشهد حفيف الأفاعى فإنك سوف ترى ذلك الوميض فى أخر الظلمة تجتذب النفوس الجريئة الطامحة , فلابد من انفراجة حقيقية , تلك الفترة التى تظهر معادن الشعوب , ذلك المشهد الذى يبرز القادة من الخانعين المفزوعين الهاربين .
بلى , أنا بصدد مثال حقيقى رأيته وسمعته بملىء أذنياى وملىء عيناى التى أنعم الله بهما على , شابة فى بداية العشرينات جمع القدر بيننا مدة لا تزيد عن الساعات المعدودة لتدرك النفس أن الخير قائم و سيعود بقوة .
فتاة تقول اللهم استعملنى ولا تستبدلنى , تقولها وهى تعيها , وتدرك أن مقدر الأمور وميسر الإمكانات فى يد خالقها .
فتاة تصرح أن مشروع حياتها هو تبنيها فكرة مؤسسة كبرى تنتشر فى ربوع عالمنا الإسلامى تقدم العلوم الإدارية والفنية والإقتصادية و المهارات الشخصية من منطوق يعيد روح الحضارة الإسلامية فى نفوس المترددين عليها وبما يحقق إستقلالية شخصيتنا الإسلامية والعربية دون الإنزلاق فى ثقافة الغرب والتنحى عن كياننا وقيمنا .
فتاة لاقت إستحسان بالغ لأنى كنت بصدد تلك الفكرة على مستوى التعليم الأساسى , ولكنى وجدت أن مشروع تلك الفتاة ستأتى بنتائج سريعة تحدث تغييرا كبيرا فى أقل وقت بدلا من إنتظار جيلين على الأقل وعدلت فكرتى على النحو التالى دمج النفوس بحضارتهم المرتقبة على المدى القريب و البعيد .
فتاة تستشعر من نبرة صوتها الحماس والتفكير الجاد المختلط بالتساؤل حول إحتمالية تحقيق ذلك فى الوقت الراهن وتبنى لذلك جسرا فى المستقبل عن طريق أبنائها إن رزقها الله إياها , ليتبنوا ما لم تستطيع فعله .
فتاة يافعة فى مقتبل العمر تبادر بتعليم الأخرين متنقلة بين هنا وهناك , والمبادرات تتشكل فى ذهنها محاولة بناءهاعلى دعائم قوية , فتاة تجتهد بين إتباع دينها والتوفيق فى الوصول إلى النجاح المرجو .
هذه الفتاة إنتقلت من إهدافها الذاتية إلى أهداف وطنية بحيث تتشكل حياتها كيفما ترى حاجة بلدها , وللأسف نادرا ما رأيت ذلك وقليلا ما أخذ هذا الإعتبار بالتقدير والحفاوة إذا أخبرت به أحدا مشعرك بأنك واهم تعيش فى المدينة الفاضلة لأفلاطون .
فتاة تميزت على كثير من الفتيات بمشروعها الطامح النبيل تميزت بعقلها لا بمعايير الجمال المعروفة والتى فى الأغلب خاطئة , إنها المرأة المسلمة خاصة المصرية التى ننتظر منها المزيد فى إخراج جيل قوى بدلا من الجيل الذى إعتراه المرض والشيخوخة والعجز عن التفكير والحلم والطموح .
وأرى أن القاسم المشترك لتلك النوعية المتفردة ألا وهو إمتلاكهم للحد الأدنى للمعيشة الكريمة التى تأهلهم لذلك , وبالتالى فهى أحد الركائز التى يجب تبنيها إذا ما أراد قائد إخراج مجتمعه من الوحل الغارقة فيه , ووقتها لن تجد صعوبة أن من كل 10 أفراد 3 مؤهلين للقيادة ولفكر التغيير .
كما أرى أن هناك قاسم مشترك ألا وهو إتخاذ قدوة , فهناك الرسول وهو خير قدوة نحتذى بها وهناك الوالدين أو أحدهما أو أحد الأقارب أو أحد النخب فى المجتمع الداخلى أو الخارجى , وهذه نقطة يجب وضعها فى الإعتبار أنه إذا ما أردت النهوض بأمة فعليك تقديم القدوة فى كافة المجالات ودعمها والإكثار من هؤلاء عن طريق البحث عنهم بدلا من حالة الفراغ الناتجة عن التصفية الحالية للرموز لتصبح الأمة بلا حاضر ولا أمل ومنها ينطلق أصحاب الفساد للإستحواذ .
وهناك قاسم مشترك أخر لا يجب الإغفال عنه ألا وهو مراجعة النفس وتقبل و إنفتاحه على الأخر , فهؤلاء مستعدون للإستماع و يغيرون فى شخصيتهم إذا ما ثبت أفضلية ما يسمعونه , تلك المرونة التى تؤهلهم للقيادة فى المستقبل .
ولا نستطيع نفى ملاحظة رومانسية هؤلاء التى يعتبرها الأخرون بأنها غير سليمة ولذا لو قرأنا سيرة العظماء الذين نحبهم فسنجدهم أنهم كانوا على رومانسية ووجدان متوازن ومنضبط , بل حتى الأنبياء, ومن هنا فعلى القائد أن يفكر طويلا فى السمات التى إختارها الله فى أنبيائه ورسله وكيفية إيجادها وبقدر تلك السمات إن تواجدت فى شخص ما فعليه بتنميته ودعمه وإخراجه للمجتمع .
أرجو من كل قارىء أن يدعو لمثل هؤلاء بأن يوفقهم ويثبتهم على ما هم عليه ويزيد من أمثالهم بالتوجه بخير الدعاء وجزاكم الله كل خير .
احمد انا بتفق معك جداا ان الام هى صانعة الاجيال الجديدة لمستقبل افضل.
ردحذفواختلاف معك تماما ان هذا النموذج نادرا ماتجده لاننا نراه كثير فى الحياة فى مجالات مختلفه ولكن مازالوا فى المنطقة المجهولة من الاعلام والناس ودورا هو ابرازهم حتى ندخل سويا فى المنطقة المضئية التى يعمل فيها الجميع علي اهداف وطنية وليس شخصية.
اشكرك لابراز هذا النموذج من المصريات صناع الغتير والامل
السلام عليكم
ردحذفأشكرك لقد أشعرتنى بدف ءالأمل
أسرتى خاصة والدتى ظلت تدعو لتلك الفتاة
جزاك الله خيرا
لولا أنى أعرفك واعرف صدقك ما قبلت ذلك
ردحذففلا أرى مثل هؤلاء
الكل يالا نفسى
يا ريت يكون فى ناس كدا فعلا